العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ

"البونس" أو العيدية والكرامة البحرينية

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

جميل جدا أن يحصل موظفو الحكومة على جزء من ثروة باطن وسطح الأرض في بلاد بات تجميد أوضاع الناس على حالها فنا يمارسه رجال الحكومة باتقان؛ منذ ما يربو على ثلاثة عقود من الزمن.

جزء من الثروة المطلوب توزيعه على شعب البحرين -تحت أي مسمى كان هذا التوزيع "بونس، عيدية" سمها ما شئت - من المهم أن يتم توزيعه على جميع المواطنين، في القطاعين العام والخاص، والعاطلين وغيرهم من أبناء الشعب. ذلك، لأن هذا الجزء هو ملك لهذا الشعب، وليس المواطنون في القطاع الخاص استثناء من هذا الشعب.

في العام الماضي، طرحت كتلة المنبر الإسلامي مشروع العيدية، وكان الرأي السائد في ذلك الوقت هو أن صراعا بين الكتل عرقل المشروع، وسأل أحدهم الشيخ المعاودة، إذا كان الكلام يدور حوله، عن حقيقة الأمر فأجاب: المفروض أن يعم الخير الجميع، موظفي الحكومة والقطاع الخاص، والفقراء والعاطلين عن العمل وغيرهم من فئات محرومة. كلام "الشيخ" يحمل في طياته دقة متناهية في تشخيص المرض الاجتماعي العام في البلاد ألا وهو الفقر.

إذا كان هدف ما يسمى بالعيدية أو البونس رفع المستوى المعيشي للمواطنين من فئة ذوي الدخل المحدود فإن موظفي القطاع الخاص هم الشريحة الأعرض من هذه الفئة. والأكثر فقرا بين المواطنين، والأقل حصولا على الامتيازات المقدمة من قبل الدولة في السكن والاستقرار الوظيفي، والتقاعد فيما بعد... وغيرها من امتيازات. ثم هناك شريحة أكثر حاجة من هؤلاء وأولئك "القطاع العام والقطاع الخاص" وهم العاطلون عن العمل والذين لا عائل لهم.

من جهة أخرى، فإن اللاهثين دائما لتبريرات الحكومة الممانعة، من قديم، لتطبيق مبدأ توزيع الثروة، يجعل من الصعب عليهم، أو حتى على أولئك الذين يرون أن بعض ما تقوم به الحكومة يستأهل المساندة والوقوف معها، يجعلهم ينفرون من تأييدها... ألا ترى الحكومة ذلك؟!

وبالتالي، سترى الحكومة أن أنصارها في تناقص مستمر أو خجل من تصرفاتها ولن تجد أذنا أو قلما يدافع عن بعض المشروعات التنموية التي تسوقها أو تطرحها؛ وإن وجدت فهي أقلام رصاص تصيب قلوب الناس وتؤلمها... ولا يقوى قلم من هذه الأقلام، على الوقوف في وجه المطالب الشعبية في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وخصوصا أننا غدونا، كشعب، مثل الأطفال الذين ينتظرون العيدية يوم العيد، في كل مكان يتساءل الناس عن العيدية!

ألهذه الدرجة افتقر الناس لأي معنى للكرامة؟ ما أتعس الفقر! ولكن من أين يأتي الفقر؟! أليس التوزيع الخاطئ للثروة هو أحد أسباب النقمة؟! لماذا لا تتدارك الحكومة هذه النقمة ذات النغمة المتزايدة بين الناس، وتمرر العيدية أو البونس، سمها ما شئت؟ ادفعي يا حكومة واستجلبي الخير لعموم الشعب... ورفقا بكرامة إنسان هذه الأرض الطيبة التي أهدرت مرارا من أجل مئتي دينار أو أقل أو أكثر... وارحمونا يا وزراء من المدافعة غير اللائقة عن تعطيل مشروعات النواب الحيوية "المالية"، ونأمل أن يطيح التعديل الحكومي المقبل بكل من يعرقل هذه المشروعات، كما تم قطف رؤوس سابقة!

"عطني إذنك"...

الاتحاد العام لعمال البحرين مدعو إلى تثقيف أعضائه من موظفي القطاع الخاص، وعمل حوارات عن حقوق وواجبات الموظف والعامل البحريني، الذي يبدو أنه لا يعرف ما له وما عليه وسط ضغط الحاجة إلى العمل من جهة وجشع واستغلال أباطرة المال من جهة أخرى

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 871 - الأحد 23 يناير 2005م الموافق 12 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً