هذه الكلمة كثيرة التداول بين أرباب القطاع الخاص، وتطرق آذان الكثير من أبناء هذا الوطن من الشباب الذين يجدون أبواب العمل مغلقة في وجوههم ومفتوحة على مصراعيها في وجوه غيرهم من الأجانب الذين يحظون بالسمعة الطيبة لدى أصحاب رؤوس الأموال الذين هم بحرينيون أيضا، إلا أنهم كانوا "مال شغل" واستطاعوا أن ينجحوا بجدارة في عملهم.
من هو البحريني؟ البحريني هو ابن البحار الذي كان يقضي الشهور في عرض البحر طلبا للرزق، فإما عاد بما يسد به رمق عياله، أو ابتلعه البحر، وما أقل العائدين وأكثر المفقودين. البحريني هو ابن الفلاح الذي لا يعود من بستانه إلا لينام، فسواعده السمر تعمل من الشروق حتى الغروب، ليعود إلى أسرته في آخر النهار بشيء يطعم به هذه الأسرة التي غالبا ما تعمل معه في بستانه، فتحرث وتسقي وتحصد، هذا هو البحريني الذي أصبح اليوم في نظر الكبار "مو مال شغل".
أعتقد أن البحريني لا يمكن نعته بالنعوت التي سوقها أرباب العمل ليستبدلوه بالأجنبي الذي يقبل بفتات الفتات حتى لو در عمله على رب العمل ما لا يعد ولا يحصى من الدنانير التي لا تستوعبها إلا خزائن سويسرا.
ما يحتاجه البحريني هو ثقة رب العمل فيه وتقديره وإشعاره بالمكانة التي يستحقها حينها، سيكدح كدح الأجداد وسينتج إنتاج الآباء، ولن يستعصي عليه ما يقوم به منافسه الأجنبي الذي يدور معه حيث ما دار.
وبعد ذلك يأتي أرباب القطاع الخاص ليقنعوا الرأي العام بأن البحريني "مو مال شغل" والحقيقة هي أنهم يفضلون الأجنبي لأن الأرباح الطائلة تتضاعف باستبعاد البحريني
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 870 - السبت 22 يناير 2005م الموافق 11 ذي الحجة 1425هـ