العدد 870 - السبت 22 يناير 2005م الموافق 11 ذي الحجة 1425هـ

صناعة النشر في البحرين تناشد عبدالله يتيم

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أجمع المتحدثون في مؤتمر الشرق الأوسط الأول للنشر، الذي افتتح حديثا بدبي، على وجود فرص ضخمة قابلة للاستغلال في قطاع النشر الإعلامي، على المستويين العالمي والإقليمي. وتلمس المشاركون في المؤتمر الفرص المتاحة أمام هذه الصناعة التي بوسعها النفاذ إلى سوق ضخمة تقدر بحوالي 300 مليون نسمة، يعيشون في 22 دولة عربية، عدا عن أكثر من ملياري شخص يعيشون في دول المنطقة التي يضاف إليها أكثر من ملياري نسمة في شبه القارة الهندية، يخمن أن يكون ناتجهم العام المحلي قرابة الـ 2 تريليون دولار.

إلى جانب ذلك، ومن بين العوامل الأخرى التي تبشر بمستقبل واعد لهذه الصناعة وتحث على التفاؤل في هذا النطاق، الفئات العمرية لمعظم سكان المنطقة العربية، المؤلفة خصوصا من الشباب، إلى جانب النهضة المتواصلة التي تشهدها العملية التعليمية والتي تخلق جيلا أكثر تهيئة لاستقبال ما تقذفه صناعة النشر من مواد. وفوق ذاك كله هناك التوسع الذي تشهده الصناعة ذاتها، التي لم تعد دائرتها محصورة في المطبوعات التقليدية بل اتسعت لتشمل المطبوعات الإلكترونية.

من الأمور الملفتة للنظر هي إحدى النتائج التي توصل إليها المشاركون في ذلك اللقاء والتي تقول ببلوغ صناعة النشر الإماراتية مرحلة النضج، إذ حققت هذه الصناعة، بالإمارات العربية المتحدة، نموا وصل إلى 42 في المئة خلال العامين الماضيين فقط.

ما الذي يمنع صناعة النشر في البحرين من تحقيق مثل نسبة النمو هذه؟ صناعة النشر في البحرين تكاد تكون شبه مهملة، ونحن نتحدث هنا عن صناعة النشر التقليدية، فما بالك بالإلكترونية المعقدة. وأحد الأسباب التي أدت إلى اندثار تلك الصناعة البحرينية، سيادة قوانين النشر الجائرة التي صادرت حق المؤلف قبل أن تصادر حقوق المنتج. وعلى امتداد الخمسين سنة الماضية فقدت البحرين فرصا ذهبية في تلك الصناعة، الأمر الذي أدى إلى هجرة الكثير من المطبوعات العربية إلى دول مجاورة، وخصوصا اللبنانية منها التي أرغمتها ظروف الحرب الأهلية التي عصفت بتلك المؤسسات التي كانت تأخذ من بيروت مركزا لانطلاقتها للأسواق العربية. وكانت الإمارات أكثر الأسواق اهلية لاحتضان تلك المطبوعات، وتطويرها وترويجها. وهذا ما يفسر ذلك النمو المشار إليه اعلاه.

لكن الفرصة لاتزال متاحة، إن أردنا اقتناصها. وهذا ما يجعلنا نتوجه إلى عبدالله يتيم بوصف باعتباره مسئولا عن إدارة المطبوعات والنشر كي يبادر إلى وضع يديه على الجرح ويسارع إلى رسم خطة استراتيجية متكاملة تنتشل صناعة النشر البحرينية من الوحل الذي تغرق فيه.

لقد كان لعبدالله بصماته الواضحة على صناعة الثقافة البحرينية خلال الفترة القصيرة التي تسلم فيها تلك الإدارة، وهو الآن مطالب بأن يشمر عن ساعديه ويلتفت نحو صناعة النشر البحرينية.

لا يكفي أن نراوح عند إنجازات صناعة النشر البحرينية في الخمسينات... هذا تاريخ لن يستفيد منه أحد في الوقت الراهن... نحن نطالب بصناعة نشر معاصرة تستقطب رؤوس الأموال الأجنبية وتستفيد من طموحات الرأس مال المحلي وتطلعاته نحو المساهمة في نهضة البلاد في قطاع حضاري مثل قطاع النشر.

وقبل أن نصل إلى الخاتمة تجدر الإشارة إلى استفتاء قام به موقع صحيفة "إيلاف" الإلكترونية عن موضوع الاستثمار في البلاد العربية، وكانت النتائج حوالي 80 في المئة "ضد" والنسبة الضئيلة المتبقية "مع"

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 870 - السبت 22 يناير 2005م الموافق 11 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً