ليس غريبا أن يتحدث الرئيس الأميركي جورج بوش خلال الاحتفال بتنصيبه لولاية ثانية يوم الخميس الماضي بلهجة تبشيرية تتخللها الكثير من الإشارات الدينية، فقد فاز بهذه الولاية الثانية على حساب المرشح الديمقراطي جون كيري نتيجة لاستقطابه أصوات المسيحيين باعتباره نصير الكنيسة والمدافع عن مبادئها.

فقد ذكر الرئيس الأميركي "الله" مرارا أمام عدد غفير من الشخصيات السياسية، وأشار إلى الكتب المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام وإلى "مختلف المعتقدات الدينية لشعبنا". والغريب في الأمر أن الرئيس الأميركي ركز في خطابه على إشاعة الحرية والديمقراطية في العالم وتعهد بمكافحة "الطغيان"، ولكنه تجاهل في المقابل ذكر العراق المحتل صراحة بيد أنه حيا القوات الأميركية التي "تؤدي المهمة الخطيرة والضرورية بمقاتلة أعدائنا".

ولاحظ المراقبون أن بوش لفظ كلمة "حرية" 41 مرة خلال خطابه الذي استغرق عشرين دقيقة أمام مبنى "الكابيتول" حيث مقر الكونغرس الأميركي، فيما لم يذكر كلمة الإرهاب انما أشار إلى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول بتعبير "يوم النار".

ترى لماذا يتخفى بوش بعباءة الكنيسة والتدين؟ وماذا يخبئ لنا في ولايته الثانية من مفاجآت؟ هل ينتهي دور الرجل المتدين بالوصول إلى المبتغى وهو كرسي البيت الأبيض؟ أم سيواصل بوش التمسك بهذا الثوب ليحارب الأديان الأخرى كما فعل في حرب الإرهاب التي طالت المسلمين دون سواهم؟ هذه المرة استخدم بوش مصطلح مكافحة "الطغيان" ويبدو انه سيقوم بهذا الدور بالقوة العسكرية أيضا