العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ

قاسم: الإسلاميون يقبلون بالديمقراطية ولا ينقلبون عليها

في خطب الجمعة أمس... توفيق: تنافر المسلمين أغرى أعداء الإسلام

تابع الشيخ عيسى قاسم في خطبة "الجمعة" أمس في جامع الإمام الصادق في الدراز ما ابتدأه في الأسبوع الماضي من حديث عن الإسلام والديمقراطية، فتساءل: كيف نوائم بين حكم الله بالإسلام وبين التصويت على قبول أطروحته في الحكم؟ وأجاب: الله عز وجل يوجب الأخذ بالإسلام، ولا يرخص الأخذ بغيره، فكيف يحق لنا كمجتمع مسلم أن نصوت على قبول الأطروحة الإسلامية في المجال السياسي وعدم قبولها؟ والجواب: أننا أكدنا أن التصويت يجري في الحال الاستثنائية.

واعتبر أن "الأمر في الظروف الاستثنائية يدور بين فتنة طاحنة في المجتمع الإسلامي، وبين التسليط على الأطروحة الإسلامية في المجال السياسي"، مبينا "أن القاعدة لا تقدم ارتكاب الخسائر إلا للضرورة، فإذا انفتح سبيلان لتحكيم الإسلام، سبيل التصويت والانتخاب، وسبيل المواجهة العسكرية الدموية، وكانت النتيجة أكيدة في كل منهما، أو كانت متوقعة منهما على حد واحد، فإن أسلوب التصويت هو المتعين من بين الأسلوبين، لما يمثله أسلوب المواجهة الدموية من خسائر فادحة لا ضرورة لها".

وأوضح قاسم أن "الحكم ليس هو الغرض عند الإسلاميين، وإنما الغرض هو الحفاظ على أصل الإسلام ونقائه وصفائه واحتضان الناس له، وبقاء الأمة الإسلامية متماسكة، أما حين تتعرض وحدة المسلمين للتفتت، فإن الحرب غير مختارة، إلا أن تحكم ضرورة بالغة"، مشددا على "أنه في أي فرض آخر، يمكن الحفاظ معه على المصلحة الإسلامية العليا من غير تعريض الأمة الإسلامية إلى التفتيت، لا يمكن الإقدام على تفتيتها". وتطرق قاسم إلى أهم الإشكالات المثارة في وجه الإسلاميين في تعاطيهم مع الديمقراطية، فتساءل: هل شعار الانتخابات عند الإسلاميين وصولي ومؤقت، وسيقابل بإدارة الظهر بعد تحقيق المطلب السياسي؟ وأجاب: أقول لا، فشعار الانتخابات يمكن أن يستمر عند الإسلاميين، من دون التخلي عنه حتى لو تحقق الحكم لهم، لأنهم ليسوا الأضعف في الساحة الإسلامية بل الأقوى، وهم الأكثر وثوقا من الحصول على غالبية الأصوات. أما الديمقراطية عند غير الإسلاميين - بحسب قاسم - فقد ذبحت وطوقت أكثر من مرة، متسائلا: ماذا فعل العلمانيون في الجزائر بالديمقراطية عندما شارف الإسلاميون على النصر؟ وماذا تفعل الجمهوريات العربية في تحويل المسألة السياسية من مسألة انتخابات إلى مسألة وراثية؟ وماذا فعلت باكستان على يد مشرف؟ وماذا فعلت تركيا مع أربكان عندما شارف على النجاح السياسي؟

وفي اتجاه آخر، تطرق خطيب مركز جامع سار الإسلامي الشيخ جمعة توفيق إلى أثر الحج على وحدة المسلمين، فأوضح أن تنافر المسلمين وتباعدهم وتناسيهم تعاليم دينهم وآداب نبيهم أغرى أعداء الإسلام بمحاولات للقضاء على الإسلام وأهله، فصاروا لقمة سائغة لأعدائهم بعد أن فرقهم دويلات متناحرة، وطمع في الخير الذي عندهم، وضيع شبابهم وفتن نساءهم.

وتابع كلامه "فكر الكثيرون في المخرج من هذه المحنة، لكنهم ضلوا، فبعضهم نادى باسم العروبة والعربية واللسان الواحد وفشلوا، فكل ما هو عربي ضاع، ونادى غيرهم باسم الإقليم والاتجاه، وما نجح في دعواه، وغيرهم كثيرون، لأن هذه الدعوات لا تقوم على أساس متين".

وأوضح توفيق أن الإسلام يدعو إلى التوحيد ووحدة الصف، ومظاهر التوحيد والجماعة بارزة وبينة لمن تأمل شعائر الإسلام والعقيدة والتوحيد، فالإله واحد، ولو تعدد لوقعنا في الشرك، وجعل الله لنا قبلة واحدة، وهي ملتقى القلوب والأبدان، وإليها تنطلق الصلوات، وإليها حج الناس الذي يمثل أكبر درجات الوحدة والتوحيد والقوة والاجتماع على أمر واحد، فالطواف بالبيت لوحده، ولا يطاف بغيره على وجه الأرض

العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً