بينما تنتشر الزيارات ويعم الاحتفاء بمناسبة العيد، أرجاء المدن والقرى، تبقى الفرحة ناقصة، وغصة قد لا يستطيع البعض تفسير مصدرها، إلا أنها تحبس الابتسامة الحقيقية!
الكثير من الملفات مازالت مفتوحة ومعلقة، فمازالت طلبات الوحدات الإسكانية التي استغرقت سنوات وسنوات متكدسة في وزارة الإسكان!
مازالت الخدمات الصحية بحاجة إلى رعاية صحية! والعشرات سنويا يتوفون لعدم وجود الأسرة الكافية في غرفة العناية القصوى! وآخرون يشكون من سوء التشخيص واللااهتمام!
ولعوائل الشهداء والمعتقلين السابقين، الغصة الكبرى، إذ مازال المسئولون عن تلك الانتهاكات القاسية في حق الإنسانية بمنأى عن المحاسبة والمساءلة، ومازال قانون "56" السيئ الذكر والمخالف لدستور مملكة البحرين ولاتفاق مناهضة التعذيب الذي صدقت عليه البحرين في العام 1998 قائما!
مازالت حرية الكلمة مكبوتة، والصحافة مقيدة، وقانون المطبوعات يحذر كل من تسول له نفسه اللعب بذيل قلمه!
ملف حزمة القوانين المقيدة، بدءا من قانون العقوبات، حتى الجمعيات القديم والجديد، والتجمعات الجديد والقديم، مازال يتنفس ويلتهم هواء الحريات!
العاطلون مازالوا عاطلين، وتشكل لهم لجنة، لتفشل، ولتشكل لجنة أخرى، لا يعلم مصيرها، وحجم التجاوب معها بعد، لتكون المحصلة أرغفة خبز يحملها العاطلون حلما بحق العمل!
العهدان الدوليان، معلقان بين سماء وزارة الخارجية وأرض مجلس الوزراء، على أمل وصولهما بسلام إلى البرلمان، واللذان من المتوقع ألا يحسن النواب التصرف معهما، لاشتغالهم وانشغالهم بأمور أخرى!
العيد جميل، وقد يخفي عني جماله، لأنني أعيش وسط شعب حزين
العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ
