تأسست اللجنة التحضيرية الحالية لإحياء مشروع الاتحاد الوطني لطلبة البحرين بعد أن مر "الاتحاد الطلابي" بالكثير من المنغصات، أولها تورطه برفض وزارة العمل والشئون الاجتماعية، اشتراطها تزكية وزارة التربية والتعليم، وتلاعب الوزارتين به، في العام ،2001 وثانيها الخلافات المتفشية بين الأطياف الطلابية على تقاسم الكعكة في لجنة الاعداد للمؤتمر الطلابي، وثالثها الخلافات الأخيرة بشأن شرعية وصول الرئيس عبدالرؤوف قدرت، وعلى إثر ذلك طرحت رؤية جمعية الشبيبة فالتأم شمل أعضاء اللجنة من جديد، ليتفقوا على رؤية ممثلي جمعية العمل الديمقراطي، وجمعية الوفاق الوطني الإسلامية.
اللجنة الحالية لم تتفق إلا على مسودة اللائحة الداخلية، ولم تتحرك بشكل عملي إلى الآن، بل إن غالبية أعضائها يتغيبون عن الاجتماعات الدورية!
وقال الناشط الطلابي والعضو في اللجنة التحضيرية السابقة قاسم الفردان: "أنا عضو سابق في اللجنة التحضيرية، ويتضح لي باعتباري أحد المتابعين لما يروج في أروقة الاجتماعات أن ثمة أعضاء يحاولون بشتى الطرق تعطيل أعمال اللجنة سواء بحسن نية أو بسوء نية، وذلك من خلال النقاشات العقيمة وعدم الوضوح في الرؤية!".
وبين أن "اللجنة قامت بناء على التقسيمات السياسية، وكل عضو يسعى إلى تغليب الجهة التي ينتمي إليها، والغالبية تتعامل بمنطق المحاصصات السياسية، والحصول على أكبر قدر من الكعكة".
ونوه إلى أنه "لابد من محاسبة اللجنة التحضيرية الحالية وتوجيه سؤال صريح لها: ماذا فعلت اللجنة التحضيرية طيلة العام الماضي؟".
أما نائب رئيس اللجنة التحضيرية الحالية حسين الدقاق فرد قائلا: "قبل توجيه الاتهامات للجنة، لابد من التشديد على أن اللجنة حققت ما لم تحققه اللجان السابقة، إذ إنها تشمل 14 تنظيما شبابيا، الأمر الذي يجعلها متنوعة، وتمثل الأطياف الطلابية كافة، إلا أن الدقاق في الوقت ذاته لم ينف تلكؤ أعضاء اللجنة، وعدم قدرتهم على الاتفاق والاجتماع".
وإلى ذلك قال الفردان: "إن الاتحادات عبارة عن هيئات نقابية تدافع عن فئة معينة، وغالبا ما تكون هذه الفئة عمالية أو نسائية، فإنها تدافع عن مصالح الفئة التي أنشئ من أجلها الاتحاد، ونحن بصدد التحدث عن الاتحاد الطلابي الذي من المفترض أن يكون الممثل الشرعي للطلبة، سواء الطلبة داخل البحرين أو خارجها، وتمتلك هذه الاتحادات، وسائل الضغط للدفع نحو قرارات معينة تراها من مصلحتها، كالدفع بمجانية التعليم، كما عمل على ذلك الاتحاد الوطني لطلبة البحرين، ونلاحظ أن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت طالب بتعديل لائحة المخالفات المسلكية وتعديل بعض المقررات الدراسية. إن وظيفة الاتحاد تكمن في قيامه بعملية تقنين أداء الهيئة الأكاديمية... العالم الجامعي عالم متجدد وبه الكثير من القضايا والمشكلات، ومن هذه المشكلات الملحة أن الجامعة أساسا مجهزة لسبعة آلاف طالب بينما هي تحوي 22 ألف طالب حاليا، ولو كان الاتحاد موجودا لطالب برفع الموازنة العامة للجامعة، من أجل تحسين الخدمات الأكاديمية".
وقال "إن أهم القرارات التي من الممكن أن يواجهها الاتحاد محاولة تغيير القرارات التي صدرت بشكل فوقي من إدارة الجامعة، وكما قال أحد العمداء: الطالب شريك في العملية التعليمية، لذلك على الجامعة أن تأخذ بآراء الطلبة، ما يتعلق بمصالحهم المباشرة وغير المباشرة، وهذا أحد أنواع التحدي التي تواجه الاتحاد الطلابي".
ولفت الدقاق إلى أن اللجنة تبنت رؤية "إعادة إحياء الاتحاد الوطني لطلبة البحرين" وهي رؤية ممثلي جمعية العمل الديمقراطي وجمعية الوفاق الوطني الاسلامية، وهذا قد يدخل الاتحاد في مآزق قانونية وقد يبرر رفض الحكومة له، ولاسيما أن إرثه السياسي المعارض مازال مقلقا للحكومة.
وتنص هذه الرؤية على:
المبدأ الأساسي
لتحريك مشروع اتحاد الطلبة بشكل أكثر صدقية وتأثيرا يجب أن يتقدم الطلبة بالمشروع وليس وكلاء عنهم، كذلك يمكن الاستفادة من إيمان بعض مؤسسات المجتمع المدني بأهمية وجود اتحاد للطلبة، وذلك بإشراكهم في المساهمة في المشروع لتتضافر جهود وخبرات الجميع لتحقيقه وإعطائه طابعا وطنيا بعيدا عن الانحياز لتوجه سياسي أو فكري معين.
وعليه فإن المبدأ الأساسي الذي لابد أن يتفق عليه الجميع ابتداء هو أن التحضيرات والاستعدادات كافة تكون من قبل الطلبة فقط.
وأهم هذه التصورات والإجراءات على النحو الآتي:
تكوين لجنة تحضيرية طلابية للاتحاد:
1- هيكل اللجنة:
تتشكل اللجنة من الطلبة المنتظمين في الدراسة في الجامعات أو المعاهد الأكاديمية - فقط - ممثلين عن اللجان الطلابية في الجمعيات والمنتديات الشبابية الراغبة في دعم المشروع، على أن يكون ممثل واحد لكل جهة.
يكون مجموع اللجنة المشكلة "الهيئة الإدارية" وتضطلع بمهمات الإشراف العام وتحديد التوجهات المطلوبة والخطوات والآليات، على أن تقوم بوضع لائحة داخلية لتنظيم عملها، وتنتخب من بين أعضائها "هيئة تنفيذية".
2- مهمات اللجنة:
تكون مهماتها بعد الاتفاق على الخيار والتوجه لتنفيذ المشروع هي: التهيئة والتحضير والدعوة والإشراف على الانتخابات في الجامعات داخل البحرين وخارجها وتتم الدعوة إلى الانتخابات عن طريق الإعلان العام وكذلك عن طريق الجهات المساهمة والداعمة للجنة التحضيرية وذلك بدفع قواعدها الطلابية للدخول والمشاركة في الانتخابات والذي سيعكس أثرا إيجابيا في الحشد والتفاعل والمشاركة في الانتخابات.
تفرز الانتخابات لجانا أو مجالس إدارية وكذلك تشكل وفود المؤتمر، وذلك بحسب أعداد المشاركين في الانتخابات وتنتهي أعمال اللجنة بعد إقامة ثلاث أو أربع انتخابات بالأعداد ودعوة وفود المؤتمر إلى حضور مؤتمر اتحاد الطلبة وتتم استقالة اللجنة في المؤتمر.
3- اللجان المساندة:
لجنة الرقابة والتحكيم: وتكون عبارة عن هيئة مستقلة محايدة تتكون من ممثلين للجمعيات الحقوقية الأربع في البحرين "مركز البحرين لحقوق الإنسان، الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، الجمعية البحرينية للدفاع عن الحريات العامة ودعم الديمقراطية، الجمعية البحرينية للشفافية"، وتكون مهمات اللجنة التحقق من شروط عضوية ومدى صحة الإجراءات قانونيا وشفافية، إضافة إلى مهمة التحكيم في حال الاختلاف "ويتم الرجوع لها للتوضيح والاستئنان برأيها في المرة الأولى. وفي حال تعذر الاتفاق بين اللجنة التحضيرية في الأمر، يرفع في المرة الثانية ويكون رأيها هنا ملزما".
اللجنة الاستشارية: تقدم اللجنة المشورة وتتكون من مختصين وأصحاب الخبرة في المجال القانوني والنقابي والطلابي.
ثالثا: مؤتمر اتحاد الطلبة:
يعقد مؤتمر إعادة التأسيس من وفود المؤتمر وهنا تستقيل اللجنة التحضيرية وترفع التوصيات والمقترحات الآتية للمؤتمر لوضعها كبنود في جدول الأعمال، وهي:
1- دعوة الهيئة التنفيذية السابقة للاتحاد الوطني لطلبة البحرين، وذلك لرمزية استمرار تاريخ الحركة الطلابية.
2- وضع دستور للاتحاد.
3- مناقشة قانون إنشاء الاتحاد.
4- انتخاب الهيئات القيادية للاتحاد
العدد 869 - الجمعة 21 يناير 2005م الموافق 10 ذي الحجة 1425هـ