العدد 2396 - السبت 28 مارس 2009م الموافق 01 ربيع الثاني 1430هـ

حديث شارع البديع

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أصبحت مظاهر الاحتجاجات المتكررة جزءا من المشهد البحريني اليومي لاسيما وأنها بدأت تؤثر بشكل واضح على المواطنين والمقيمين في المناطق السكنية التي يغطيها الظلام المصاحب برائحة مسيلات الدموع إضافة إلى العنف المتكرر الذي ندينه بشدة خصوصا وأن الأمور على الساحة المحلية بدأت تتفاقم في ظل تجاهل المشكلة القائمة ومعالجتها للأسف عبر الحلول الأمنية.

هذا الظلام الدامس الذي نستشعر به كل يوم تقريبا من وإلى شارع البديع والشوارع المحيطة والقريبة من ضاحية السيف ومنطقة بر سار بسبب تخريب مفاتيح الإنارة هو مشهد غير مريح، إذ يصعب تفسير تكرار مشاهد شبه يومية على طول شارع البديع ودوارته من حرق إطارات وحاويات قمامة التي تقطع الطريق بينما تشاهد تواجدا أمنيا مكثفا وآخر نقاط تفتيش.

هذا الوضع مستمر لفترة غير قصيرة وهو وضع وصل إلى درجة القتل راح ضحيتها باكستاني وصولا إلى إصابات وجرحى من مختلف الأعمار من بينهم أطفال يرقدون حاليا في المستشفى من جراء إصابتهم بطلقات «الشوزن» التي هي طلقات تستخدم عادة لصيد الطيور.

هذا المشهد لا يشمل هذه العناصر فقط بل يضم بين الفترة والأخرى قنابل صوتية نسمعها كما نشم رائحة الغازات المسيلة للدموع إلى رؤية حجارة مرمية في الطرقات، تسارع أجهزة الأمن لإزالتها بعد كل مناوشة عند مداخل القرى بما فيها إزالة معظم ما يكتب على الجدران.

ببساطة ما يحدث حاليا يشبه «القط والفأر» بين الشرطة ومجموعات من الشباب، وهناك تساؤلات من الذين تلتقيهم من غير البحرينيين عن السبب فيما يحدث. فإحدى الأجنبيات قالت لي بأنها ترى أن المشكلة التي قرأت عنها في البحرين ليست كبيرة، واستغربت لماذا لا يمكن حلها مباشرة ومن دون تعقيدات، خصوصا وأن الناس في البحرين طيبون ويمكن التفاهم معهم. مثل هذا الحديث يشير إلى أن بعض المشكلات التي نحاول نكرانها إنما تكبر وتكبر حتى تبدو صعبة ومضجرة.

وبحسب علماء النفس، فإن الناس يمرون بعدة مراحل عندما يتعرضون إلى مشكلات أو اضطرابات، فالمرحلة الأولى هي إنكار وجود المشكلة، والمرحلة الثانية الغضب بسبب وجودها، والمرحلة الثالثة هي البحث عن وسيلة للمساومة، ومن ثم تأتي مرحلة الاكتئاب، وبعد ذلك مرحلة القبول بأمر الواقع. ولكي يتم كسر هذه المراحل المتتالية، فإن الطريق الأفضل هو الاعتراف بالمشكلة من بدايتها والسعي إلى معالجتها، وهو ما نأمل لكل من يعنيهم الأمر أن ينتبهوا إلى المشكلة لمعالجتها بحكمة من جذورها

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2396 - السبت 28 مارس 2009م الموافق 01 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً