كثيرا ما رأيت أدباء ومشاهير فنانين ومثقفين ومتثاقفين يضعون السيجار "الشروت" بين شفتيهم التي تشققت من شدة الحرارة والعطش إضافة إلى أشياء كثيرة؛ وطالما رأيت الأدخنة تتطاير لتعمي البصر قبل البصيرة من أنوفهم وأفواههم داخل جو المكان الذي فيه يعشبرون، إذ يكثر بين الحضور السعال واحمرار العيون ولكن لا يقوون على القول إن الدخان المتطاير من أنوف وأفواه المدخنين يكاد يخنقهم أو يعمي بصرهم احتراما لمحدثهم المثقف أو المتثاقف، ولا يرجون منه إطفاء مدخنته خوفا من جرح كرامته والإساءة إلى شخصه؛ إضافة إلى ذلك ولله الحمد لم أجالس دكتاتورا واحدا قط من أولئك الذين عرفهم التاريخ في العصر الذي أعيش، والحقيقة أني كنت قاب قوسين أو أدنى من أن أفعل هذا ولكن للقدر أحكام رضينا بها، وتغمرنا السعادة بحكمه وقضائه. غير أني جالست ممن يحمل القلم طوال اليوم وممن يحمل الريشة طوال اليوم ويدخن السجار بعض منه غالي الثمن وبعضه الآخر رديء جدا على خلاف صورته.
ولست هنا بصدد إعطاء درس في تاريخ السيجار، غير أني أرى أنه من المستحسن أن أضع شيئا قليلا من المعلومات عن هذه الأيقونة التي رأى فيها الدكتاتور شيئا ما جميلا وعظيما يضيف إلى شخصيته المتسلطة المستبدة، ورأى فيها المثقف شيئا ما جميلا وعظيما يضيف إلى كيانه الممتلئ علما وثقافة أو الممتلئ دخانا وهواء ساخنا يحلق به في سماوات التعالي. تذكر المصادر التي اطلعنا عليها أن كلمة "سيجار"، هي الاسم الشعبي للسيجار "الهافاني" في إسبانيا، وهي جملة مأخوذة من السمة: "سيجار ماركة" التي أعلنت عن السيجار الهافاني على أنه التبغ الكوبي الخالص. أي ذلك القادم من "كوبا" تلك الجنة الاستوائية المطيرة، إذ إنك نادرا ما تشعر بغربة المكان واختلاف البشر من حولك. وإنك إن سلمت من "سحرها" فلاشك أنك "واقع في براثن سيجارها الفاخر"، بنوعية الكوهيبا وروميو وجولييت، ففيها يصاب عشاق السيجار حول العالم بأزمات قلبية عند زيارتهم لكوبا، فسماء هافانا تمطر سيجارا من كل حدب وصوب، لطالما تكبدوا مشقة البحث عنه وبأسعار باهظة "هكذا وصف إبراهيم المليفي رحلته في "مجلة العربي" العدد 542 يناير/ كانون الثاني 2004"، برفقة المصور سليمان حيدر، الذي أفتخر بأنه زميل دراسة وتتلمذ على يدي التصوير الضوئي في أميركا. وتذكر الأسطورة كما يتداول بين الناس وعشاقها في كوبا، أن "السيجار يلف على سيقان العذارى"؛ والسيجار علامة فيدل كاسترو، العلامة الأكثر شهرة للجزيرة وتاريخها النضالي؛ فسيجاره الشهير ذاك في فيه أو بين أنامله، رفيق دربه النضالي الطويل. إنه علامة من علامات الثورة والرجل.
ينتج أحد المصانع في كوبا ما يزيد عن خمسة ملايين سيجار سنويا، ويعمل في هذا القطاع ما يقرب من واحد في المئة من الشعب الكوبي، وهناك سوقان للسيجار إحداهما رسمية والثانية سوق سوداء، في الأولى يباع السيجار في محلات أنيقة يصل سعر أغلى علبة تضم 25 حبة إلى 350 دولارا أميركيا غير قابلة للتفاوض، وهذا السعر بمقياس زوار كوبا أكثر من معقول مقارنة بأسعاره خارجها. وتسمح محلات السيجار الحكومية لزبائنها بتجريب النوع للراغبين في شرائه، وكل علبة تخرج من المحل مختومة بختم الجودة وفاتورة تثبت شرعية الحصول عليها؛ وفي السوق السوداء الوضع مختلف تماما، فالسيجار يباع بالمفرق وبالعلب، بأسعار زهيدة، ولكن مشكلة هذه الأنواع أنها غير مضمونة الجودة، فبعضها لف بطريقة غير متقنة وبعضها الآخر مليء بالنشارة، وتأتي مصادر السوق السوداء من السيجار من المنازل والورش وبعض الكميات التي تم الحصول عليها بطريقة ما من مصانع الدولة. وتذكر المصادر أن السلطات الكوبية تصادر في المطارات والموانئ جميع علب السيجار المشتراة من السوق السوداء ولا تسمح بالمرور إلا لمن يمتلك فاتورة الشراء وختم الجودة، وكنوع من حسن الضيافة لا تمانع السلطات للسياح بأخذ علبتين من السوق السوداء وما يزيد يصادر.
السيجار الهافاني ذائع الصيت باهظ الثمن له عشاقه من كبار الذواقة، وهناك من يتصوره بالوهم أو في الواقع، على أنه علامة على الحيثية وآية دالة على طائل الأموال وسعة النفوذ. هذا السيجار يعد أحد أهم موارد الخزينة الكوبية، إذ تصدر سنويا ما يربو على 150 مليون سيجار، تصل قيمتها إلى نحو 400 مليون دولار، فضلا عن السكر والمنتجات الزراعية. ويقال إن رجال ونساء وأطفال الكرابين، جميعهم يدخنون السيجار. وتحتفل كوبا سنويا في مهرجان خاص بالسيجار، ويحضر الحفل ما يزيد عن 800 من متذوقي السيجار الهافاني. بقي هنا أن نشير إلى أن تدخين سيجار واحد قد يستغرق 90 دقيقة، فعليكم حساب الوقت المهدور من عمر البشرية من أجل حرق هذا المعشوق!
تذكر المصادر أن أول من دخن سيجارا من الأوروبين الكولونيل رودريغو دو غريز حين أرسله كولومبوس للاستطلاع، وعاد وفي فيه سيجار مشتعل والدخان يخرج من فيه. وروى كابريرا انفانتي بأسلوب ساخر في روايته "الدخان المقدس" عن رجل أنه "وفي يوم من الأيام دخلت امرأته على حين غرة وشاهدته، ينفث دخانا من خلال جميع فتحات وجهه، فاتهمته أمام محكمة التفتيش بأنه عقد ميثاقا مع الشيطان وتحول ذاك المدخن الأول، في المحرقة، إلى دخان في نهاية المطاف"!
وهناك تاريخ حافل لمدخنين مشاهير ورافضي التدخين، منهم على سبيل المثال لا الحصر تاريخ كريستوفل كولون، أول إسباني يرفض التبغ. وأمثلة عن بوغارت، ادواردجي روبنسون، بيتي دافس، هايورث، سارتر، جيمس بوند، وجون ويني، مارسيل دوشامب، تشرشل، فيدل كاسترو، ويلد، فوكنر، وعاطوس بانشو فيلا، وعندنا طبعا سيجار الكاتب محمد حسنين هيكل الأكثر شهرة في مجال الإعلام؛ كما لا يفوتنا أن نذكر السيجار الرئاسي الفضيحة الذي أخذ من وقت القاضي الأميركي كينيث ستار ما أخذ، وأخذ من الرئيس الأميركي كلينتون وعائلته بتصرفه وتصرفات المفلوتة مونيكا لوينسكي في مكتب الرئاسة البيضاوي، واستغل بعض رجال الأعمال تلك الفضيحة ليكسب صانع سجائر 20 مليون دولار من "سيجارة مونيكا"؛ فقد تكون "اقتصادات الفضائح" قصيرة الأجل، ولكنها لاشك تحقق أرباحا طائلة!
إن عادة تدخين السيجار كانت في أوقات معينة حكرا على الطبقات العليا، بسبب سعر السيجار الواحد الذي قد يبدأ من 10 دولارات ويتصاعد بحسب النوع والمنشأ غير أن الحال تبدلت، فانتشر السيجار بين المدخنين حتى تصاعد الرقم في الولايات المتحدة وحدها إلى ما بين 10 و12 مليون شخص خلال السنوات الخمس الأخيرة والرقم في تصاعد. ويعد عند الجيش الأميركي من بنود الرفاهية العالية جدا بين بعض افراد القوات الأميركية المشاركة في الحرب علي العراق!
من الغرائب والطرائف التي تحكى عن السيجار أن طبيبا وجد في بطن مريض له سيجار هافانا نصف مستعمل، ولكن لحسن الطالع - كما يشير التقرير - فإنه لم يكن هناك ما يشير إلى أنه كان مشعلا عند سقوطه في بطن المريض! "مجلة "النبأ" العدد 60" وفي لندن دفع مهووس موسر مبلغ 2270 جنيها استرلينيا ثمنا لبقايا سيجار كان يدخنه الزعيم البريطاني ذائع الصيت ونستون تشرشل! وجاءت "الصفقة" ضمن مزاد نظمته قاعة "سوثبي" في لندن، إذ خرج المشتري فرحا بغنيمته الثمينة غير عابئ باحتمال أن تذرو الرياح بقايا السيجار فتطير معه جنيهاته التي دفعها ثمنا لذلك الرماد! "مجلة "الجزيرة" العدد 19".
مجلات ومواقع للسيجار
هناك سيجار يدعى ديفيدوف يصنع من تبغ خاص لا يزرع إلا في جزيرة واحدة في الكاريبي يبلغ سعره 7500 دولار فقط! وهناك ما يقرب من مليون ونصف مليون موقع على الإنترنت مخصصة بكاملها للسيجار من دون أصحابه فيما عدا البعض منهم. ومن القوانين الخاصة بالسيجار لكوبا فإنه يسمح للسائح أن يحضر معه فقط ثلاثة وعشرين سيجارا لا غير، فما زاد عن ذلك فعليه أن يعلن عنه. وهناك مجلات متخصصة عن السيجار. في أميركا هناك قانون يمنع تقديم السيجار للحيوانات المنزلية كالكلاب والقطط. وجاء انه استطاع صانــع سيجار كوبي تحطيم رقمـه القياسي العـالمي للمرة الثانيـة بتصنيعه أطــول سيجارة في العالم. فقد اعترف القائمون على أمر موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأن السيجار الذي صنعه خوزيه كاستيلار كايرو، والبالغ طوله 45 قدما هو الأطول في العالم. "صحيفة "الرياض"". وأن أكبر سيجار في العالم يبلغ طوله متر وستون سنتيمترا، ويزن تسعة كيلوغرامات. وهذا السيجار محفوظ في ألمانيا في متحف التبغ والسيجار الألماني في ولاية شمال الراين وفستفاليا الغربية. وإذا ما أراد أحدهم أن يشعل هذا السيجار الفريد في حجمه؛ فإن تدخينه له سيستغرق ستمئة ساعة تقريبا، أي ما يعادل 25 يوما بالكامل من دون انقطاع. وتم تصنيع هذا السيجار في ألمانيا في العام ،1937 في إطار منافسة مع مصنعي السيجار الأميركيين لإنتاج أكبر سيجار في العالم". "عن البراق".
قصة سرقة سيجار صدام
وأطلق عمال التبغ في كوبا أسماء أبطال الروايات التي يقرأونها على السيجار الذي يصنعونه. وللسيجار علاقة غريبة مع الحروب فقد كانت الصور لقتل الهنود تستخدم لطبعها على صناديق السيجار وبعدها جاءت صور الجميلات على الصناديق.
بعد هذا التقديم لنعود إلى صلب الموضوع: علاقة المثقف والمتثاقف والدكتاتور والمتدكتر بالسيجار. تذكر إحدى قصص صدام حسين التي لا تنتهي، أن وفدا من الجمعيات الفلاحية زار في أحد الأيام صدام في أحد قصوره الجديدة التي بنيت في وقت الحصار، وبعد أن قال لهم ما يريد قوله من "خرط ولغط" أصلح قائد الضرورة وبطل أم المهالك من جلسته، وودعهم، وبدورهم تمنوا له طول العمر وغادروا القصر. في أثناء مغادرتهم القصر أراد صدام أن يشعل سيجارا كوبيا ففتش عن مقدحته الذهبية فلم يجدها. صاح على الحراس: لا تدعوا الوفد يخرج من القصر وحققوا معهم، لقد سرق هؤلاء الحرامية الكلاب مقدحتي. وبعد أن أصاب الوفد ما أصابه من رعب مميت وجد صدام المقدحة على الأرض بقرب مكان جلوسه، فأمر الحراس أن يخلوا سبيل وفد الجمعيات الفلاحية، غير أن الحرس أجابوه: "لا يمكن سيدي، لأن نصفهم اعترفوا بالسرقة والنصف الآخر ماتوا أثناء التحقيق!".
هذه قصة منشورة وهي طويلة يمكن الرجوع إليها لمن أراد. القصة الأخرى يرويها الرئيس أمين جميل في إحدى المقابلات معه، وردا على سؤال عن لقائه مع الرئيس المخلوع والمأسور حاليا والقابع في سجن غير معروف صدام حسين: "هايدي أول زيارة، وكان وأول لقاء وأول اتصال، أفهم منه ويفهم مني شو أنا عندي معلومات وأفهم منه شو الاستعدادات!" في ذلك الوقت استقبلني صدام وكان مرتاح، في "جو حميم"، ولم يكن معهما أحد، ويضيف: "كنت موجود عم ببحث، عم باطلعه أنا على الموضوع وهو عم بيسمعني ومرتاح البال وبعد شوي بيجي شخص بيضيفه سيجار علبة سيجار وبيضيفني، قلت له أنا بتأسف ما بدخن بس ندمت بعدين كان لازم آخذ السيجار لأنه كذكرى" غير أن صدام قال له: "أنا بدخن سيجار لما بكون بالي مرتاح لما أكون أنا مرتاح ومستقر بحب أدخن سيجار، قلت عال هيك مرتاح والدنيا بألف خير عظيم" فيورد بأنه تشجع كثيرا حينها فحدث نفسه بأنه جاهز لكل الاحتمالات، انهو العراق كله متسق وفيه تحضيرات للمقاومة ولرد أي هجوم"!
في قصة أخرى عن الزعيم ذاته تقول إن طارق عزيز كاد أن يختنق مرة في أثناء تدربه على تدخين السيجار بصحبة صدام ومدربهم اللبناني والكوبي، غير انه تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة. هذا من جانب الزعيم "المعتقل"، أما من جانب الزعيم الطليق إذ يذكر غسان بن جدو انه في أحد المؤتمرات العربية: "أنا بتذكر بإحدى القمم العربية كان الأخ معمر مزعوج من بعض الأجواء فكذلك أمر طلب سيجار إلى القاعة وبدأ يدخنه، وللتأكيد أنه من الإزعاج لتأكيد عدم رضاه على ما كان يحصل في القاعة..." زعيمان عربيان أحدهما يدخن السيجار حين يكون رايق البال والدنيا عال العال، في حين يدخن الآخر السيجار حين يكون مزعوجا والدنيا لا تسر الحال ولا العيال. نموذجان صارخان لتوظيف السيجار!
إضافة إلى شهرة علاقة صدام بالسيجار هناك أيضا شهرة طارق عزيز بتدخينه السيجار ونفث دخانه من دون احترام في وجوه المحيطين. وأظهرته الصور وهو يمسك السيجار بين شفتيه زائغ النظر "وبطريقة يبدو منها كأنه يخاف أن يسقط من بين شفتيه"، وهو ما يوحي بأنه ليس مدخنا متعودا على هذا النوع من التدخين، لكنه ملزم به لأنه جزء من مؤهلات القيادة في العراق! كما سأل أحدهم بطريقة مزدوجة "داوود البصري في مقاله بـ "السياسة": "لماذا لم ينتحر الصحاف؟" قائلا: "أين توارى سيجار طارق عزيز؟" كما ذكر أن محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام الأكثر شهرة على عهد الرئيس الهارب، "كثير السعال لإدمانه على تدخين السيجار بعد سقوط بغداد". كثيرون هم الذين تساءلوا عن "السر في غرام هؤلاء الثلاثة، في الأقل، بتدخين السيجار الكوبي؟".
تشرشل واحترام البرلمان
وذكر رئيس تحرير صحيفة "الوسط" له ان ونستون تشرشل لم يتعد أبدا على البرلمان في أحلك أيام بريطانيا، ما يجعله المثقف الحقيقي لا المتثاقف والسياسي المحنك الذي دخن السيجار. وكان تشرشل الذي اختير كـ "أعظم بريطاني في التاريخ"، يدخن ما يقرب من عشر سيجارات في اليوم "ومهما تكن معتقدات تشرشل السياسية، فهو يبقى بمثابة البطل في كوبا لاستهلاكه المفرط للسيجار الكوبي" وهم يحبونه بل يعشقونه لذلك.
لم أرى صورة للرئيس جون كينيدي يشعل سيجارا غير انه يذكر أنه "كان يستورد سيجاره من الفلبين في صناديق جميلة تحمل اسمه، يصر على حرقها في مدفئة البيت الأبيض". "متحف السيجار".
الرئيس الأميركي كلينتون وصلت في ولايته هدية "علبة سيجار من فيديل إلى البيت الأبيض، ولكنها سببت إحراجا سياسيا، فأبعدت عن الرئيس وكأنها تحمل فيروسا خطيرا" "موقع سفارة كوبا لبنان". هل يا ترى هي العلبة التي استخدم منها ذاك السيجار الشهير؟ سأل أحدهم وكررت أنا السؤال ذاته. كما أن قصة كلينتون مع السيجار والمتدربة لوينسكي معروفة ولن أخبركم بما قرأت لا لسبب إلا لأن الصحافة عندنا تخجل من طرح مثل تلك الأمور! ولكن إحدى المقولات تتحدث عن أن الرئيس قال "إن طعمه ممتاز!".
الرئيس الراحل أنور السادات فقط "لكوني لم أر صورة له يدخن سيجارا" اختلف عن الجميع فقد كان يدخن الغليون. أما عدي ابن صدام، فحدث ولا حرج عن علاقته بالسيجار، فإنه لا يكتفي فقط بتدخين السيجار ولكنه يأمر بأن يصنع خصيصا له: "فعندما اقتحم الجنود الأميركيون منزله ببغداد اكتشفوا حديقة حيوان خاصة تزخر بالحيوانات النادرة ومرآبا تحت الأرض للسيارات الفاخرة وكميات من السيجار الكوبي الفاخر الذي يحمل اسمه، إضافة إلى ما قيمته مليون دولار من النبيذ!". عن "بي بي سي".
من الصحافيين الخليجيين الذين يدخنون السيجار بشراهة متناهية، ذكر الكاتب فؤاد هاشم في صحيفة "الوطن" في عموده اليومي "علامة تعجب": "انتشرت شائعات مغرضة تتهم السيجار الكوبي الذي اعتدت على تدخين ثلاثة منه كل يوم بأنه السبب في إصابتي بـ "شيء في صدري"، لكن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، وكل ما في الأمر هو "الخرعة" التي أصابتني حين قال استشاري القلب الطبيب "الطرزي" إن سيجارا واحدا يعادل "80 سيجارة"!
كما قال أحدهم في حق الصحافي المصري نصار: "الحقيقة ان الوحيد الذي يعاني من مشكلات نفسية هو نصار نفسه"، فقد تعامل كالأطفال تماما عندما وجه كلامه أمام ملايين المشاهدين على الهواء مغيظا محدثه بأنه لديه أفخم سيجار في العالم قائلا: "أنا عندي سيجار زي السيجار اللي كان بيشربه تشرشل، واخد بالك: أنا حاطه عشان أغيظك". وعليكم أن تتصوروا إلى أين وصل بنا الأمر الذي بات فيه السيجار يغيظنا ويربك طبيعة نومنا وخططنا المستقبلية!
وذكر الكاتب أحمد رجب في تعليق على خبر قيام اتحاد للصوص في بنغلاديش: "نفخر بأن اللصوص في بلدنا يركبون المرسيدس ويدخنون السيجار". صرخ أحد الشعراء العرب "طارق حربي" في مؤتمرات القمة: "آه... كم يغيظني السيجار الكوبي والمقعد الوثير"!
وأشار الكاتب السوداني جعفر عباس إلى انه تلقى أول رشوة في حياته عبارة عن علبة بها عشرون سيجارا فاخرا وذلك لكي يتوصى بأحد أبناء الموسورين. وطلب رئيس النواب اللبناني نبيه بري العون من كوبا لإنشاء مصنع للسيجار في لبنان لوجود تبغ ممتاز فيها.
وختاما ليعذرنا الأخوة السودانيون على هذه النكتة "المزحة": "واحد سوداني صار مليونيرا فاشترى شبحا وجاب سواق وجلس بالمقعد الخلفي واتعوج ودخن سيجار وقال للسواق عليك الله اطلع فوق المطب علشان الطفية تقع".
ولا أخفي عليكم سرا هنا بأني دخنت السيجار - لمرة واحدة فقط لا غير ولن أعودها أبدا - ومن على شرفة فندق في وايكيكي هاوي، أهداني إياه زميل من الكويت يحب السيجار حبا جما ومازال
العدد 868 - الخميس 20 يناير 2005م الموافق 09 ذي الحجة 1425هـ