أصدر الصحافي الأميركي المشهور سيمون هيرش تقريرا يكشف النقاب عن قيام قوات كوماندوز أميركية خاصة بالتسلل إلى الأراضي الإيرانية عبر الحدود الشرقية من أفغانستان بمساعدة علماء باكستانيين لرصد وبحث 30 منشأة نووية تزعم واشنطن قيام طهران بإنتاج أسلحة نووية وصاروخية وكيماوية فيها وذلك وفقا لما تفردت به مجلة "نيويوركر" الأسبوعية.

وسرعان ما ردت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" على ما وصفته بالأخطاء الموجودة في التقرير الذي أكده هيرش وأصر على وجود خطة تجسس قام بإعدادها أصحاب النفوذ اليمين المتطرف "المحافظون الجدد" أمثال الوزير دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز بإشراف النائب في الشئون السياسية دوغلاس فيث، لكن تعقيب "البنتاغون" لم يتضمن أي نفي قاطع.

ويذكر أن هيرش عرف بكفاءاته وتحقيقه السبق الصحافي في الكشف سابقا عن حجم الترسانة النووية الإسرائيلية في كتابه الشهير "خيار الشمشون" وامتلاكها 200 رأس نووي... أكدته بعد ذلك تقارير منظمات دولية. وتزامن التقرير مع تصريح للرئيس الأميركى جورج بوش في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" قال فيه إنه لا يستبعد لجوء بلاده إلى الهجوم العسكري على إيران في حال استمرارها في حجب معلومات عن برنامجها النووي.

وتشكل تلك العملية... خطوة أولى على عتبة ولاية بوش الثانية التي يحتفل بها اليوم وتنصيبه رئيسا لولاية تمتد لأربع سنوات أخرى أوجزتها وزيرة الخارجية المعينة كوندليزا رايس خلال التصديق على تعيينها أمام مجلس الشيوخ بأن "الدبلوماسية هي منهجها في التعاطي مع القضايا... التي حان أوانها وطال أمدها".

وتمثل تلك السياسية حلقة تكمل مسعى الإدارة الأميركية بغية استقطاب أوجه الضعف تستغلها لأجل التغلغل في نظام الحكومة الإيرانية وخلق بلبلة لا تمس بالواقع فمن جهة تتذرع بمخالفات حقوق الإنسان ومن جهة أخرى تنشر وثائق تؤكد سعي طهران إنتاج أسلحة نووية تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط، فاليوم نشهد تنصيب بوش رئيسا جديدا... لكن ما هو حجم "ملف إيران" في ترتيب سلم اولوياته للسياسة الخارجية، فالننتظر