العدد 866 - الثلثاء 18 يناير 2005م الموافق 07 ذي الحجة 1425هـ

استراتيجية الفوز على إيران

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

ماذا أعددنا لمحطة إيران الصعبة؟ وما الذي قمنا به من خطوات عملية لتهيئة الفريق فنيا ومعنويا؟ بعيدا عن الضجيج الإعلامي ومؤثراته وما يتركه من بلبلة ليست في صالح الفريق بتاتا بل ينعكس عليه بالسلب وما الاستراتيجية الفنية التي سنجابه بها صاحب التاريخ الحافل بالإنجازات والنجوم على المستوى الآسيوي وحتى العالمي؟ هل فعلا بدأنا المهمة بأسس علمية في وضع نجومنا أمام هذه الحقائق التي لا مفر منها لنضمن التوازن بين التفاؤل المشوب بالحذر وبين ردة الفعل الآخر حتى لا نقع فيما لا يحمد عقباه؟ نجومنا يحتاجون الآن إلى رؤية واضحة عن برنامج الفريق في هذه التصفيات واستعادة الثقة في أنفسهم واستشعار المسئولية الملقاة على عاتقهم والنظر في الاعتبار للفريق الإيراني القوي والصعب والفوز عليه يحتاج إلى الكثير من الأمور المستقرة مع القراءة الفنية السليمة للجهاز الفني للفريق الإيراني.

من الجانب الإيراني بدأ فعلا الإعداد الجدي لمباراة البحرين وكان واضحا في انتقال مدرب الفريق في الدول التي يوجد فيها اللاعبون المحترفون الإيرانيون للوقوف على مستوياتهم والتشجيع على الظهور بالمستوى الأفضل حتى يستطيع المدرب أن يضع طريقته الفنية للمباراة المقبلة وأيضا نلاحظ الاهتمام الواسع لصحافة إيران بهذه المباراة وتعبئة اللاعبين نفسيا وبث روح الحماس في نفوسهم، مذكرين بتلك الخسارة المذلة التي تلقاها على يد منتخبنا في البحرين وهو اليوم يحذر كثيرا من الإفراط بالتفاؤل والعمل على كشف أوراقنا بشتى الوسائل وهو يعمل الآن على جمع المعلومات المهمة لفريقنا عبر القنوات المختلفة وهذا حق مشروع لمن يريد الفوز. من هذا السياق، ما الذي نستطيع فعله في هذه الفترة المتبقية لمباراة إيران؟ فأنا أدعو الجميع إلى الابتعاد عن المهاترات في الصحافة من أن هناك جماعة تقوم بصنع علم كبير لإيران لإحضاره يوم المباراة، أو آخرين أحضروا العلم الإيراني إلى إحدى مباريات الدوري الممتاز، فهذه الأمور لن تضيف لنا الشيء الجديد بل تضعنا في خانة البلبلة التي لا تولد إلا المشاجرات والخلافات التي تؤثر بشكل كبير على أداء الفريق في هذه التصفيات.

نحن أمام مستحق مهم لابد أن نستثمره لصالحنا ولا يجوز أن نفرط بنقاطه وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالاستقرار الفني والمعنوي وغير ذلك سيدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها. فعلى الإعلام المحلي أن يقوم بدوره بعيدا عن هذه المؤثرات السلبية والعمل على تحفيز الفريق لتقديم الأفضل والخروج بنقاط المباراة.

وعلى الجهاز الفني القراءة الفنية لأوراق الفريق الإيراني بشكل سليم ومعرفة مصادر الخطورة فيه، ليتم إيقافها والوقوف على مواطن الضعف فيه للاستفادة منها، بالإضافة إلى قراءة الفريق أيضا وإصلاح السلبيات وخصوصا في خط الدفاع وهذا لا نقوله إلا من باب النصيحة، ليتم الالتفات إليه قبل فوات الأوان، ووضع القائمة الأساسية للعناصر التي تستطيع أن تؤدي دورها بشكل متميز داخل المستطيل الأخضر وأخذ الحذر والحيطة من الفريق الإيراني الذي سيدخل المباراة طلبا للثأر من خسارة 2002 وعدم إيقاع نفسه في مستنقع الخسارة المبكرة وهو يضم النجوم البارزين المحترفين في أوروبا، ما يعطيهم الأحقية في ترجيح الكفة للفوز ولكن لا يعني ذلك أن فريقنا غير قادر على حسم اللقاء لصالحه، بل على العكس فقط يحتاج إلى ظروف مستقرة وطريقة فنية تساعده على الفوز، لذلك ندعو اتحاد الكرة إلى أن يسخر إمكاناته لصالح الفريق ويبدأ في كشف أوراق الفريق الإيراني عبر جمع المعلومات الدقيقة لكونه من الفرق القوية والصعبة ولا يجوز لنا أن نغفل مثل هذه الأمور ونجعل الفريق يعيش في أحلامه الوردية ومن ثم يتلقى ضربة "الفاس على الراس"، فالفوز على فريق مثل إيران يحتاج إلى استراتيجية فنية واضحة وقراءة سليمة لأوراق إيران ونجومه إلى مؤازرة جماهيرية مكثفة تملأ استاد البحرين الوطني ولا تهدأ في التشجيع طوال المباراة لتحفز نجومنا على العطاء، فالوسائل جميعها مشروعة ومختلفة، فهل حقا أعددنا العدة وبدأنا العمل لخوض المباراة؟ ولا عذر لنا باتخاذ الاحتراف شماعة على الظروف المعاشة الآن، فنحن على دراية كاملة بهذه الظروف ولابد من وضع البديل مبكرا والأيام تمضي وموعد المباراة يقترب والحسم مطلوب لصالحنا وقلوبنا مع الأحمر في يوم الأربعاء 9 فبراير/ شباط من الشهر المقبل في استاد البحرين الوطني والله معاك يا منتخبنا

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 866 - الثلثاء 18 يناير 2005م الموافق 07 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً