التصريحات بالنسبة إلى مسئولي الإدارة الأميركية هي أسهل الأمور في عملهم وفي الوقت نفسه أخطرها. فها هي وزيرة الخارجية المعينة كوندليزا رايس خلال جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أمس للإجابة عن أسئلة بشأن تعيينها خلفا لكولن باول، تدعي وبكل ثقة أنها ستبذل جهدا "هائلا" وستلتزم شخصيا بالتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، شريطة أن تكون الأطراف المعنية بالعملية مستعدة للتوصل إلى حل نهائي. هذه الطريقة في التصريحات الفضفاضة والمطاطة ضحك واضح على الذقون، لأن الجميع يعلم أن تحريك ما يسمى بعملية السلام على الأقل وفقا للصورة الظاهرة هو بيد الولايات المتحدة لأنها الوحيدة القادرة على التأثير على "إسرائيل" للتقدم في هذا الاتجاه على رغم عدم وجود نية صادقة لدى أميركا والكيان الصهيوني لإنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة سياسيا لأن اليهود وضعوا أقدامهم على الأرض ولن يخرجوا منها إلا مطرودين.
وتستمر لهجة العنجهية الأميركية في حديث رايس عن إيران وكوريا الشمالية وروسيا على رغم قولها إن الرئيس الأميركي جورج بوش سيسعى في ولايته الثانية إلى التعامل مع القضايا الدولية بصورة أكثر دبلوماسية ومشتركة بعد أن اتهم بالتفرد في اتخاذ القرارات في ولايته الأولى. ومن طريقة طرحها في رسم صورة لمنهجيتها في العمل في المرحلة المقبلة يتأكد المراقب أن ادعاء اتخاذ الدبلوماسية سبيلا في الولاية الثانية ما هو أيضا إلا ضحك على الذقون، فدبلوماسية أميركا ما هي إلا تهديد وتحشيد واتخاذ قرارات عن طريق مجلس الأمن وغزو كل لا يسير في ركبها
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 866 - الثلثاء 18 يناير 2005م الموافق 07 ذي الحجة 1425هـ