العدد 866 - الثلثاء 18 يناير 2005م الموافق 07 ذي الحجة 1425هـ

العراق يغلق حدوده ويحذر من "حرب أهلية"

أسر تهجم على الأسواق وأخرى تستعد لمغادرة البلاد

عواصم - عصام العامري، حسين دعسة، ريم خليفة 

18 يناير 2005

قرر العراق أمس إغلاق الحدود من 29 إلى 31 يناير/كانون الثاني الجاري لضمان أمن الانتخابات، وحذر وزير الداخلية فلاح النقيب من مخاطر وقوع "حرب أهلية" في حال مقاطعة شريحة واسعة من السنة، في وقت قالت جماعة معارضة في بيروت إنها جمعت تواقيع مليون عراقي يعارضون الانتخابات تحت الاحتلال. وزعم وزير الدفاع حازم الشعلان أن إيران تنفق مليار دولار لضرب الأمن في العراق. وتوجهت الأسر للأسواق ليس بمناسبة عيد الأضحى، وإنما بهدف تخزين المؤن في مشهد استعاد التحضيرات في مرحلة ما قبل الحرب، فيما حزمت أخرى أمتعتها استعدادا للسفر إلى الخارج.

ميدانيا، قامت قوات الأمن الكردية باعتقال سبعة من "أنصار السنة" في كركوك. وأكدت السفارة الصينية في بغداد اختطاف ثمانية صينيين فيما أعلنت مجموعة خطف لبناني. كما قتل 3 جنود أميركيين في الأنبار وعدد مماثل من العراقيين في انفجار سيارة استهدف المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في بغداد.

وفي المنامة أكد السفير العراقي غسان حسين لـ "الوسط" أن أهمية الانتخابات تكمن في صوغ دستور جديد. في حين اشتكى بعض أفراد الجالية العراقية من صعوبة الحصول على حجوزات سفر إلى الإمارات من أجل التسجيل للانتخابات بسبب العيد ومهرجان دبي.


العراق يغلق الحدود البرية لضمان الانتخابات... والمعارضة تجمع مليون توقيع

النقيب: مقاطعة الانتخابات خيانة ستؤدي إلى حرب أهلية

عواصم - وكالات

حذر وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب أمس من مخاطر وقوع "حرب أهلية" في حال مقاطعة شريحة من السكان للانتخابات المقررة في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد إن امتناع البعض عن المشاركة سيشكل "خيانة" وسيؤدي إلى "حرب أهلية" والى "تقسيم" البلاد.

وأضاف "إذا تمزق العرب الذين يشكلون الغالبية العظمى والعمود الفقري في البلاد فيما بينهم فإن البلد سيمزق هو الآخر ويتحول إلى إمارات ونعود خمسة آلاف سنة إلى الوراء". وأوضح النقيب أن "على الجميع أن يشاركوا في الانتخابات وبفعالية ولا يهم لمن يصوتون المهم أن يشاركوا في هذه العملية السياسية لان الأمر يتعلق بمستقبل ومصير العراق".

وأكد الوزير "وجود مؤامرة كبيرة على هذه الانتخابات". وقال إن "هذه المؤامرة واضحة للعيان من خلال العمليات الإرهابية التي اعتقد أنها ستتصاعد خلال الفترة المقبلة وخصوصا في بغداد ومن خلال دعوة بعض المناطق إلى عدم المشاركة فيها أو التصويت لجهة معينة". وحول الجهة التي تعمل على إشعال الحرب الأهلية، قال النقيب إن "قسما منهم يدعون أنهم يعملون في السياسة وهم بالأساس رؤوس الجريمة المنظمة، وقسما منهم من أتباع النظام السابق، وقسما آخر يعمل تحت غطاء ديني"، مشيرا إلى أن "الكل مرتبط في مركز واحد". وأوضح أن "هناك عملا مخططا له من الخارج منذ أول يوم سقط فيه النظام السابق و"هناك أناس يعملون على تخريب البلاد واقتصادها"، وان "الوزارة تتابع الموضوع عن كثب".

وشدد على ضرورة مشاركة العرب السنة في الانتخابات، وقال إن "المشاركة مهمة جدا واخص بالذكر المحافظات الشمالية التي فيها إرباك" في إشارة إلى المحافظات السنية الثلاث صلاح الدين وديالى ونينوى التي لاتزال تشهد أعمال عنف دامية على رغم اقتراب موعد الانتخابات.

وناشد النقيب جميع العراقيين وخصوصا العرب "أن يكونوا يدا واحدة لأنهم عراقيون بالدرجة الأولى ومسلمون وعرب". ورأى أن "البعض يريد أن تكون في العراق حكومة ضعيفة واهنة أو حكومة تؤجج للحرب الأهلية وهذا مخطط موجود".

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أمس أن السلطات قررت إغلاق الحدود العراقية من 29 إلى 31 يناير/ كانون الثاني لضمان امن الانتخابات. وقال المتحدث باسمها فريد أيار "إن الحدود الدولية البرية للعراق ستغلق من التاسع والعشرين إلى الحادي والثلاثين" من الشهر الجاري.

وأضاف "ان العراقيين العائدين من الحج سيعفون من هذا القرار". وكانت السلطات أعلنت عن سلسلة من الإجراءات الأمنية لمواجهة أعمال العنف المرشحة للتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات لمنع إجرائها.

وذكر بيان أن هذا الإجراء يستثني أيضا حركة ممثلي الإعلام والصحافة التي ستقوم بتغطية الانتخابات وانه "سيسمح لسيارات الإعلام ومراقبي الانتخابات والطوارئ والقوات متعددة الجنسية والسيارات التي تحمل ترخيصا خاصا بالحركة".

في غضون ذلك، تعهد رئيس الوزراء اياد علاوي بدحر "الإرهاب الكامن في العراق والمقبل من خارج الحدود وتعزيز الحدود بشكل يمنع تدفق المجرمين إلى البلاد". وقال في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون في إطار حملته إذ يرأس قائمة تضم 233 مرشحا يمثلون سبعة أحزاب وتيارات بينهم وزراء "سنقوم هذا العام والعام المقبل بتعزيز القوات المسلحة بإضافة 70 ألف مقاتل وتسليحهم بأحدث الأسلحة والتجهيزات وبما يتيح لها تسلم مسئوليات أمنية أوسع" كما تعهد بمكافحة الجريمة والفساد الإداري وتضييق الخناق على المسيئين وإحالتهم إلى القضاء.

وقال مسئولون في بغداد والبصرة إن احد المرشحين على قائمة علاوي قتل في البصرة أمس. في المقابل، أعلن المؤتمر التحضيري للمجلس التأسيسي الوطني "معارض" من بيروت انه جمع تواقيع مليون عراقي من مختلف الطوائف والمناطق يعارضون إجراء الانتخابات بسبب الاحتلال.

وقال سكرتير عام المؤتمر عبد الأمير الركابي في مؤتمر صحافي "خلال شهرين وقع مليون عراقي على مذكرة المؤتمر التحضيري"، مؤكدا أن الموقعين ينتمون "إلى مختلف الطوائف والاعراق والمناطق العراقية". وقالت المذكرة الموجهة خصوصا إلى الأمم المتحدة "نريد لفت أنظار العالم إلى أكذوبة الانتخابات والى رفضنا القاطع للأحكام العرفية المعلنة وللهجوم الدموي على المدن العراقية".

وتابعت "ليس هناك من انتخابات يمكن أن تعقد وتلبي الحد الأدنى من متطلبات التعبير عن رأي الناخبين بينما الاحتلال يمارس قوانين المنع وكم الأفواه وتعطيل ابسط الحقوق المدنية ناهيك عن الحقوق السياسية". وأكد الركابي أن لوائح الموقعين "مازالت في دمشق ولم تصل إلى بيروت بسبب عدم حصول أعضاء الوفد العراقي "14" على سمات دخول إلى لبنان".

كما دعت "حركة الكفاح الشعبي" إلى مقاطعة الانتخابات واطلقت برنامجا سياسيا لإنهاء الإحتلال يضمن الحقوق المشروعة للشعب

العدد 866 - الثلثاء 18 يناير 2005م الموافق 07 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً