ما يجري في الكويت من أعمال إرهابية، هو امتداد لما حدث في أكثر من بلد، لأن فكر المتطرفين، اعتبر مدن العالم الإسلامي وغيره ساحة مفتوحة للحرب لا تستثني أحدا، إذ تحول إسلامنا بصورته النقية غير المسيسة، إلى إسلام مضاد كون الإرهابيين وحدهم يستطيعون تفسيرها.
بعد السعودية، جاء دور الكويت، مادامت الأخيرة شهدت أول جريمة إرهابية يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، فإن الذي ينبغي الوقوف أمامه طويلا معرفة من يغذي هذا الفكر المتطرف "الهدام". أنسي أو تناسى ناشرو هذا الفكر الدين الإسلامي حقا؟ جريمة حولي وبعدها أم الهيمان، من الواجب أن تضع أجهزة الأمن بل وكل أجهزة الدولة أمام مرحلة جديدة بعد مراحل المواجهة الفعلية والحاسمة لكل الأفكار والعقول التي تختزن بداخلها فكرا متطرفا يسعى إلى هدم قيم المجتمع، وتدمير الدولة بكل ما تحتويه من استقرار وقوانين وهيبة هذه القوانين. فإذا كان آخر علاج لهذا الظاهرة هو "الكي"، فإن المطلوب الآن القيام بعملية كي لمنابع الإرهاب، على أن يتم تحديد المنابع بالضبط، وليس أن تتم الاعتقالات بالشكل العشوائي غير النظم، أو أن توجه التهم للأبرياء.
علينا التروي في التعامل مع هذه الفئة، فنحن لا نعرف بعد منبعها الأصلي، ولا مصادر تغذيته، ولكنها ستنكشف قريبا بإذن الله. سؤال أخير، هل سنسمح للإرهابيين ومموليهم بالتلاعب في بلدانا العربية الإسلامية، ونقف مكتوفي الأيدي؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 865 - الإثنين 17 يناير 2005م الموافق 06 ذي الحجة 1425هـ