العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ

أوفوا بأنصاف وعودكم على الأقل يا مقاولي الحج؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

"أتاك موسم الحج يختال ضاحكا". .. هي المقولة التي سمعتها من أحد أصدقائي وهو يقول لي انه سيغادر في الأيام القليلة المقبلة "هي الآن انقضت" إلى الديار المقدسة لقضاء فريضة الحج، وقبلها كان يخبرني بكم من الوقت الذي احتاج إليه هو بنفسه للبحث والتقصي والسؤال عن حملة الحج التي يريد الذهاب معها... وكيف حصل عليها بصعوبة وبشق الأنفس على رغم شروطه المتواضعة التي لا تزيد على السكن اللائق والأكل المعد للاستخدام الآدمي بالإضافة إلى التنسيق المحكم في المواصلات.

مقدمتي هذه ليست إلا نموذجا من الحجاج الجدد الذين يودون الذهاب إلى الحج وهي فريضة العمر التي يودون أداءها... ولا نتكلم هنا عن Regular Customer لبعض الحملات، إذ يقودنا الحديث هنا إلى حجم وشكل الخدمات التي تقدمها بعض الحملات، وإذا أردت أن تضحك أو تبكي "فالخيار لك" من فرط المستوى الذي وصلت إليه خدمات الحملات... اقرأ البعض من سباقات الإعلانات في الصحف المحلية أو على أبواب المساجد قبل أسبوعين على الأقل... وأنا هنا سأختصر لك بعضها... إحدى الحملات توفر خدمة الفاكس والانترنت والماسنجر لمتابعة البريد الالكتروني "لحجاجها" أملا في مساعدة الحجاج على قضاء حوائجهم ومتابعة تجارتهم التي تركوها، وآخرون يوفرون الأسرة المريحة، بيد أن حملة أخرى أفضل منها توفر الرحلات السياحية في مكة والمدينة والتسوق في أوقات مناسبة ولا ضير من تلك الحملة التي توفر الأكل بخدمة البوفيه خمس نجوم في جميع الوجبات وبأمهر الطباخين المهرة أو الطباخات الماهرات أحيانا! بالإضافة إلى توافر المشروبات الغازية والآيسكريم في جميع الأوقات، مع خدمات الترفيه من مسابقات وجوائز مقدمة وكأنك ستشارك في مسابقة تلفزيونية... وحملة أخرى تعرض هدية فورية لأول عشرة يسجلون لديها للحج!

من يتجه أو يصدق تلك الإعلانات"التجارية البحتة" والبحث عن "الرفاهية" في الحج فلن يجدها... لأنه وببساطة سـ "يحشر" وسط تلك الملايين المملينة في الطواف والسعي وسينام على الأرض وتحت فوهات أدخنة الباصات بجميع أشكالها وألوانها في مزدلفة وسينام في خيام منى الجماعية ولا ينسى رمي الجمرات الذي خفف من مصائبه هذا العام مثله مثل ثلاثة ملايين آدمي في البقعة نفسها، كون الرفاهية التي يبحث عنها ودفع عليها للمقاول بأكثر من غيره لن يجدها في المناسك ولربما يراها في وقت محدود جدا قبل وبعد المناسك... وهذا الكلام ينطبق على ما ندر من حملات هي تطبق ما تقول وتحترم نفسها وتحترم حجاجها... ولكن تعال وخذ لك جولة قصيرة مع حملة حج وعدت حجاجها بنصف الوعود التي ذكرناها... ولكنها لم تف حتى بـ 10 في المئة على أرض الواقع مما قالت! فما يهم "بعض" أصحاب الحملات هو أنه تسلم المبلغ كاملا ولا يهم بعد ذلك استغلال طيبة البحرينيين وسذاجة البعض الآخر... فتبدأ أول المقالب بحجوزات الطائرة، ليصل الحاج إلى السكن بعد جهد جهيد ليرى أن مكانه "المحجوز سلفا" لا يتعدى "فرشة" على سطوح إحدى البنايات التي تبعد أميالا غير معدودة عن مكة، ووجباته لا يحصل عليها إلا بالحسرة... وإن وجدت فلن تزيد على الخبز والجبن والجام... وإن تأخرت فلا تسأل عن وجبتك... فإن القطار فات والعوض على الله! وتلك السيارات التي تقلك من مكان إلى آخر هي أيضا أخالها محضرة لنقل الموتى أو قتلى الحروب وغير صالحة للاستخدام الآدمي البتة... وتنسيق التحرك من مكان إلى آخر يوصف بالمصيبة... وهنا يطول الحديث ويطول المقام في وصف المقاولين الحرامية إن صح وصفهم... والذين ينتهزون وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة ويطبقون شعار الأمر الواقع... وما أدراك ما هو حكم الأمر الواقع؟!

أملنا أن يقضي حجاج بيت الله هذا العام مناسك مريحة... لا وجود لأية منغصات من "المقاولين"... ولا شكاوى وتذمر منهم... وليصدق المقاولون ذوو الإنصاف الوعود على الأقل.

نلقاكم على خير الأربعاء المقبل

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً