أعتقد أن الحكومة لبت بعض طموحات الأصوات التي ارتفعت منادية بإعفاء الوزراء من مناصبهم؛ الوزير سيف أصبح اليوم خارج وزارة المالية. .. لقد احتفظت به الحكومة طيلة هذه الفترة حفاظا على "الهيبة" ولم تفرط فيه أثناء أزمة التأمينات حتى لا يقال إن الوزير أزيل بسبب الضغط. المهم أن الوزير رحل والوزير الحالي أمام استحقاقات كثيرة ونتمنى له التوفيق. وزير الإعلام نبيل الحمر هو الآخر فقد الوزارة ورحل تاركا وراءه قانون تنظيم الصحافة الذي من أول نصوصه ملاحقة الصحافيين وإلقاؤهم في التخشيبة، ولاشك أن الصحافة لم تتفاعل مع الوزير بخصوص هذا القانون، وللعلم فإن وزارة الإعلام عاشت حالا من الجمود والكساد الإعلامي طيلة هذه الأعوام والكل يشتكي، موظفو الوزارة، القطاع السياحي... إلخ. وشهد الإعلام حالا من الانحسار والضعف بسبب ضيق هامش الحرية. اليوم كلنا نتطلع إلى الوزير الجديد محمد عبدالغفار الذي نتمنى أن يقود الوزارة إلى مواقع جديدة تعكس حال الانفتاح السياسي في البحرين، فكثير من المراقبين والموظفين استبشروا خيرا بهذا التغيير، وذلك للأهمية الكبرى لهذه الوزارة، ولما تمثله من ثقل ودور كبير في صوغ الرأي العام. في الصحافة سنضع أيدينا في يد وزير الإعلام الحالي الذي نتمنى له كل توفيق ونتمنى أن يشهد الإعلام البحريني حركة تطور جديدة تعكس الصورة الحقيقية للانفتاح السياسي في البحرين. أما الوزير جواد العريض، فهو من الوزراء الذين قادوا عملية تصحيح في وزارة العدل، وإن بدت بطيئة بسبب عوامل كثيرة، لكنه يعد طاقة كبرى آثرت الحكومة الحفاظ عليها، لذلك كان تغييره مفاجئا، فما يميز العريض هو خبرته وحسمه وجرأته في التغيير، وهذه الصفات تعد أساسية لأي وزير يقود وزارة معقدة ومتداخلة مثل وزارة العدل، فهل يقدر الستري أن يقوم بذلك؟ هذا ما نتمناه، وكي يحقق الوزير الستري ذلك يجب ألا يرضخ لضغوط هنا أو هناك.
أما الوزير حسن فخرو، فهو الوزير المحسوب على تيار الإصلاح، وكي يحقق خطوات جريئة في الإصلاح، لاشك أنه يحتاج إلى فريق عمل متكامل، فهو يعد جزءا من رائحة الفاكهة التي تذكرنا بأيام جميلة من أيام الميثاق.
طبعا ما لم نكن نتوقعه هو تدوير الوزير محمد المطوع كي يكون مستشارا، ومهما كانت جمالية منصب المستشار فهي لا تكاد تذكر لرتبة وزير بوزارة. المطوع يعد من الوزراء ذوي الصولات والجولات طيلة 25 عاما، اليوم أصبح المطوع منشغلا كمستشار بعد أن كان مشتغلا كوزير، تقلد مناصب وزارة الإعلام وغيرها.
وزارة البلديات تعقد آمالا في الوزير علي صالح بأن يعطي دفعة جديدة للوزارة نحو الإصلاح، وأعتقد أن الآمال كبيرة، أما بالنسبة إلى الوزيرة فاطمة البلوشي، فكل ما يأمله المواطن أن تقود وزارتها نحو ترسيخ العدالة الاجتماعية بمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة، وذلك لمحو تلك الصورة التي حملت وأخذت على الوزيرة الجديدة عندما كانت في جامعة البحرين، ولاشك أن الصحافة ستراقب أداء وزارة الشئون الاجتماعية وكل الأمل أن تسير بطريقة صحيحة ولا تقع في أتون ما وقعت فيه جامعة البحرين أيام التسعينات، فالوزارات هي مؤسسات عامة يجب أن تخدم الجميع والأداء هو الذي سيكون الحاكم على أي وزير أو وزيرة... والوزراء إذا مطالبون بتصحيح أوضاع وزاراتهم.
اليوم نشر خبر عن أرض كبيرة تصلح لأن تتحول إلى بيوت سكنية لفقراء قرية سار. قصة هذه الأرض سنقوم بمتابعة موضوعها. هل تعلمون أن أهالي سار ليست عندهم أراض لبناء وحدات سكنية؟ طالما جلست مع أهلها الطيبين ومع شبابها، فالكثير منهم ليس عنده مال لشراء أرض أو الزواج... إلخ. أقول: إن الوزراء مطالبون بالاهتمام بهؤلاء الفقراء من الناس. وسمعت أن أهالي القرية في طور المطالبة بأرض تقوم ببنائها وزارة الإسكان. أهالي سار وبوري كأهالي الدير وسماهيج، استيقظوا ذات صباح وإذا الأراضي بيعت واشتريت وخططت وحصتهم فيها هي البصل. أتمنى من المعارضة وقوى المجتمع والحكومة أن تقرأ حاجات هذه القرية وأن ترى أين ذهب بعض أراضيها، ومن المؤمل من العلماء أن يتكلموا في هذا الموضوع، فحصة الأهالي من أراضي قريتهم... البصل
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 863 - السبت 15 يناير 2005م الموافق 04 ذي الحجة 1425هـ