لابد من دعم الخطوات الإيجابية التي تخطوها الوزارات لإثبات أن الهدف الصحافي هدف بناء، وليس هداما، وإن الوظيفة الرقابية ليست لرصد النقاط السوداء فقط، وإنما لإبراز النقاط البيضاء أيضا وتسليط الأضواء عليها لترسخ في المنهجية الصحيحة حتى يستفاد منها.

اللجنة التي شكلتها وزيرة الصحة ندى حفاظ لمناقشة مشروع التأمين الصحي لغير البحرينيين، ووضع أطره القانونية، وجعله في قالبه المناسب تمهيدا لتطبيقه، لجنة شكلت على أسس تفتقر إليها الكثير من اللجان، فهذه اللجنة خليط من الخبرات التي جمعت من مختلف الجهات ذات العلاقة، ولم تقتصر على كوادر وزارة الصحة فقط، وهذا يجعل من الدراسة التي تقدمها دراسة ذات ثقل حقيقي، ويمكن للمراقب أن يطمئن كثيرا على سلامة غالبية القرارات الصادرة منها. عدم تفرد وزارة الصحة بهذه اللجنة يعني توزيع مسئولية نتاجها على عدد من الجهات لتصبح المسئولية مشتركة بكل ما تحملها هذه الكلمة من معنى وهو أمر يكسب هذه اللجنة صبغة لم تعتد عليها اللجان الأخرى التي تشكلها غالبية الوزارات لدراسة الموضوعات ذات الاختصاص المشترك. كما أن إشراك الرأي العام في كل مداولات هذه اللجنة من خلال فتح أبواب اجتماعاتها الخاصة إلى الصحافة أمر لا يجده المراقب متوافرا في غالبية بل كل اجتماعات اللجان الأخرى في الوزارات مهما كانت تلك الاجتماعات مهمة أو حتى سخيفة، إذ يجري التحفظ عليها بألف باب ولكل باب ألف قفل ولكل قفل ألف مفتاح كل ذلك خشية أن يتسرب للصحافة حرف واحد حتى لو كان هذا الحرف لا يغير من الأمر شيئا!

الثقة التي أولتها وزارة الصحة للصحافة لحضور كل اجتماعات لجنة التأمين الصحي، ثقة تستحق وقفة احترام وتستحق أن تذكر بخير. فإلى الأمام يا وزارة الصحة