تاريخ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى منذ تسلمه منصبه بعد رئاسته وزارة الخارجية المصرية في الفترة 1991 إلى 2001 حافل بالجرأة التي لا تخلو من المهانة والمضايقات التي كان لها طعم خاص تضيف نكهة بهارية تعطي من مشواره الدبلوماسي طابعا يتسم بالشجاعة الصريحة التي نتلمسها في الكثير من المواقف، الأمر الذي دعا جماعة إصلاحية معارضة بتقديم التماس إلى موسى بقبول ترشحه كمنافس للرئيس الحالي حسني مبارك على منصب الرئاسة في الانتخابات المصرية المقبلة نظرا للصراحة التي قالوا عنها إنها إيجابية في شخصية غالبا ما كانت موقع جدل وتهكم من قبل بعض الشعوب وخصوصا الشعب الكويتي حينما تهجم عليه أحد أعضاء مجلس الأمة بسبب موقفه - الذي يمثل توجه مؤسسة تضم هيكل 22 أمة عربية - في الحرب على العراق على رغم ضلوع الأخيرة بغزو الكويت في العام . 1990
كما يضاف في رصيد مشواره الدبلوماسي العتيد مقترح حديث تقدمت به الجزائر بشأن تغيير ميثاق الجامعة العربية وتدوير منصب الأمين العام للجامعة حتى لا يقتصر على دولة مقر الجامعة "مصر" وكان المقترح بمثابة القشة التي قصمت ظهر "بعير" الجامعة وخلق ثغرة تعرقل مسيرة الوحدة العربية خلال الاجتماع الاستثنائي الذي كان متوقعا عقده يوم الأربعاء الماضي لكنه أرجئ يوم واحد "الخميس" إثر الخلاف المصري - الجزائري في حين مازالت الأنباء متضاربة بشأن سحب الجزائر المقترح من عدمه.
فموسى أصبح محاصرا بين كتل أخذت موقفا مؤيدا لشجاعته، فيما بقيت كتل أخرى تأخذ عليه طابعا معارضا لتصريحاته الجريئة التي دعت إحدى الجماعات الإصلاحية تطالبه بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المصرية... إلى أين تأخذه تلك المنعطفات مستقبلا... هل إلى التقاعس أم التعثر والسقوط... أو التضحية والاستمرار؟
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 861 - الخميس 13 يناير 2005م الموافق 02 ذي الحجة 1425هـ