لا شك في ان البيوت الزوجية متباينة. .. بيوت يسكنها الهدوء وبيوت لا تسمع فيا إلا تكسير الصحون، زوج يقابل زوجته كل صباح بوردة وابتسامة، وزوج يقابل زوجته بتكشيرة وعيون يخرج منها الشر، زوج يمسح على رأس زوجته يشعرها بالحنان والدفء حين تمرض، وزوج يتأفف أثناء سعالها في غرفة النوم، زوج يشتري لها أأنق الثياب ويفاجئها بفخامة اللباس وأناقته وزوج يستولي على راتبها ويعطيها من راتبها نوطا نوطا كالقطارة ويمن عليها في ذلك، زوج إذا دخل المنزل ملأه حيوية وانسا يمشي ويوزع الابتسامات والترحيبات على التكايا والكنبات، وزوج اذا ما دخل المنزل هرب الأطفال إلى غرفهم اتقاء من الشر.
غضب يتطاير وصراخ يسبقه الى المنزل يعلن صفارة الانذار... وزوجة مسكينة تكون على أهبة الاستعداد لضبط النفس وإعلان حال الطوارئ لـ "سي السيد" المحترم الذي تعلم من ابيه "الشدة" و"الشهامة" و"نزق الرجال" و"ان في ضعف الرجل قوة المرأة" وان المرأة خلقت لتعبد زوجها، فهي جارية في الليل، وطباخة في النهار ومرضعة للطفل الصغير الذي يشبه أباه وهي ايضا العاملة التي "تكرف" في النهار في الوزارة لكسب الرزق وفي الظهر تبقى ساعات لتعليم اطفال "سي السيد" وهي التي تذهب الى اليوم المفتوح، وفي الوقت ذاته ترضع اطفاله الصغار متقاربي السن! فسي السيد مؤمن بالتكاثر وانجاب الاطفال، يهمه ألا ينقرض النسل ويحب ان يتفاخر امام إخوته - فهم في سباق في ذلك - بكثرة أطفاله، بعد ذلك تطبخ الغداء، وبعد ذلك ترتب المنزل، وبعد ذلك تسهر على راحة طفلها المدلل الكبير "سي السيد" ومن ثم ابنائه... بعد ذلك تسلم نفسها للنوم متعبة كالخرقة البالية. طبعا هذا اليوم يكون من أحلى الأيام لأن "سي السيد" لم يغضب هذا اليوم فقد يضطره غضبه إلى ضرب حتى زوجته، فكم من امرأة امتلأت كدمات وجروحا في مجتمعنا البحريني بسبب قساوة الزوج، وهناك زوج غضب على زوجته في حوار ونقاش عادي تحول الى شجار، فقام بإطفاء السيجارة في رقبة زوجته.
المحاكم مليئة بآلام الزوجات، وللإنصاف فالمرأة البحرينية إلى الآن لم تسترد غالبية حقوقها، فإذا طلقت ضاعت في متاه الريح، بلا منزل وبلا مركز رعاية والابناء يشردون واذا ما رملت أصبح وضعها مأسويا. في الأيام الاخيرة تطرقت الى بعض سلبيات الزوجات واليوم استعرض بعض الآلام التي تطرحها النساء عبر "الإيميلات" التي وصلتني. واتمنى من الازواج والزوجات ان يرسلوا لي عبر "الإيميل" طبيعة المشكلات التي يعانونها لنطرحها على القراء.
زوجة أرسلت رسالة تقول فيها: زوجي شخص بلا ذوق وبلا شعور وقاسي في النقد. أنا أعترف وزني زاد بسبب حبي لأكل الرز، وكل مرة اقوم برجيم بدلا من ان يشجعني يحولني الى مادة فكاهية يقولي لي وأمام الاطفال: "سوي ليش حل صايره لينه كأنش بقرة لاباشكيري"... هو يقول ذلك وليته يعتني بجسمه فهو أكثر سمنة مني واذا قلت له أنت الآخر رتب نفسك يقولي لي: انا على الأقل رجل.
يا سيد مشكلة الأزواج أنهم لا يرون انفسهم، خليهم يلبسون مثل الناس، يرتبون لباسهم وهندامهم ويصير عندهم ذوق في النقد فالأسلوب له دور.
- وأخرى تقول: سيد زوجي شخص متناقض، امام الناس قمة في الاخلاق والتواضع، اتشوفه كأنه مسجد يمشي على الأرض، يوزع "اخياش" من الابتسامات على الناس لكن اخلاقه في المنزل مع زوجته وابنائه تختلف كليا، يتحول الى شخص آخر. الأولاد يخافونه ونشعر بعدم الاستقرار، أليس الرسول "ص" يقول: "خيركم خيركم لأهله"؟
- زوجة أخرى تشتكي من بخل زوجها، وفي صورة مضحكة مبكية تقول "زوجي بخيل جدا، يشتري مانجو وبرتقال، يعطيني أنا والاطفال البرتقال ويأكل المانجو! هو بخيل وفي الوقت نفسه أناني".
- زوجة أخرى ارسلت رسالة لكنها تمتدح زوجها تقول فيها: زوجي شخص مثالي وافضل ما فيه ثقافته، فدائما ما يحاول ان يقرأ في العلاقات الزوجية وفي الوقت نفسه يطبقها حرفيا، لذلك انا أعيش سعادة كبيرة معه وهو حولني الى امرأة أخرى. فهو قد كتب دستورا للمنزل. يخصص بعض الأيام للجلوس معي وللتحدث. يشركني في همومه، اذا مرضت يكاد يمرض قبلي، المناسبات الجميلة لا تمر علينا الا بحفلة جميلة، كله ذوق ورومانسية واخلاق، في كل أسبوع نخرج مع الأطفال، في ذكرى يوم الزواج سنويا يأخذ لي هدية جميلة وفي ذكرى عيد الميلاد وفي الأعياد الإسلامية ايضا، يشاركني في اختيار وشراء الملابس، عندما يذهب إلى العمل اذا وجد فرصة للاتصال يتصل للسؤال عني وعن الاطفال، لا يبخل علي بكلمة عاطفية ولا يتصنع الكلمات أو المواقف، تلقائي الابتسامة دائما، حنون، انيق ذواق، يقطع مبلغا من راتبه كل شهر يجمعه للسفر في نهاية العطلة وتكون السفرة افضل حتى من ايام شهر العسل، شخص يحب الناس ويعرف الله"... حقيقة هناك أزواج بحرينيون يستحقون أن يتخذوا نماذج تقتدى
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ