العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ

نصائح عبرية لأبومازن: لا تقل لا لبوش

رحبت الصحف العبرية بفوز رئيس منظمة التحرير مرشح "فتح" للرئاسة الفلسطينية، محمود عباس. وعلى نحو لافت تعاطت مع نتيجة الانتخابات الفلسطينية فقد أجمعت عدة تعليقات على ان هذا الفوز هو مؤشر لبداية حقبة تنهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فهو "المسئول الفلسطيني الأرفع الذي دعا إلى النضال السلمي" وأورد أحدهم جملة من النصائح لأبومازن من ضمنها ضرورة "تصفية المنظمات الفلسطينية المعارضة" وإذا ما التزم بها يرجح لعباس أن يصبح "الطفل المدلل لأميركا وربما للغرب كله" لكن السخرية لم تغب عن الساخرين، إذ على "أبومازن" ألا يرتدي الزي العسكري وحمل مسدس أو تزيين عنقه بميداليات وأوسمة - في إشارة إلى الزعيم الراحل ياسر عرفات - لأن "الموضة" اليوم التي يحبها الرئيس الأميركي جورج بوش هي "الديمقراطية"! لكن الأهم ان إحدى التعليقات جزمت بلا "لبس" ان الخطة الدبلوماسية الوحيدة المتوافرة على أجندة طرفي النزاع هي خطة شارون للانسحاب من غزة. وهنا أيضا مقالة تزعم ان "حزب الله" يسعى إلى شطب محمود عباس وإنهائه. فرجحت "هآرتس" في افتتاحيتها أن يكون انتصار "أبومازن" حجر الأساس في الجهود الرامية لوقف النزاع المسلح بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل بالتالي إلى اتفاق سلام. لافتة إلى ان أبومازن هو المسئول الفلسطيني الأرفع الذي دعا إلى النضال السلمي. وذكرت بأنه "عباس" كان يدعو إلى وقف عسكرة الانتفاضة منذ اندلاعها والتركيز على النضال الدبلوماسي والشعبي. وأكدت انه على رغم بعض التصريحات المزعجة التي أطلقها عباس خلال حملته الانتخابية فإن موقفه المعارض للعنف جدي وراسخ. من هنا رأت ان انتصار أبومازن الساحق في الانتخابات يحمل أهمية كبيرة. ومن الآن فصاعدا - تضيف الصحيفة الإسرائيلية - سيكون عباس محادثا دبلوماسيا يتمتع بشرعية القائد المنتخب ديمقراطيا. وشددت على انه نظرا إلى ان أبومازن هو قائد منتخب ومعتدل يطمح إلى استئناف المحادثات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، فإن من مصلحة هذه الأخيرة أن تدعمه وتعزز وضعه. من هنا دعت شارون إلى لقاء عباس في أقرب وقت ممكن والمساهمة في إقامة علاقة جيدة معه وخلق مناخ إيجابي بين الطرفين من خلال الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في عيد الأضحى المقبل وغير ذلك من خطوات حسن النية التي من شأنها أن تؤكد ان "إسرائيل" ترغب في انتهاز فرصة السلام السانحة اليوم.

وتابعت ان الرئيس الجديد انتخب على خلفية واقع جديد تشهده المنطقة والعالم: أربع سنوات من إراقة الدماء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدت إلى عدد كبير من الضحايا وحجم هائل من الأضرار، الحرب على العراق وسعي الحكومة الأميركية إلى الخروج من الأزمة المتصاعدة في هذا البلد من جهة، ومن جهة أخرى اعتماد سياسة جديدة مع سورية! والأهم من ذلك برأي "هآرتس"، هو التغيير الذي تشهده "إسرائيل" في ظل خطة شارون لفك الارتباط والتي حازت على دفعة مهمة إلى الأمام بعد تشكيل حكومة ائتلافية تضم "حزب العمل". لذلك رأت انه بإمكان أبومازن أن يدمج خططه لوقف النار وإعادة تأهيل أجهزة الأمن مع تولي السلطة مسئولياتها الكاملة في غزة أي مع تنفيذ خطة الفصل. وأشارت إلى ان مثل هذا الدمج من شأنه أن يعزز فرص نجاح خطة شارون التي تعتبر الخطة الدبلوماسية الوحيدة المتوافرة على أجندة طرفي النزاع. وكتب داني روبنشتاين في "هآرتس" تحت عنوان "انتصار مقاربة الدولتين" اعتبر خلالها ان انتصار عباس في انتخابات السلطة هو قبل كل شيء انتصار لحركة "فتح" التي شهدت منذ اندلاع الانتفاضة الثانية تراجعا في شعبيتها لصالح حركة "حماس". ورجح أن يؤدي هذا الانتصار إلى توحيد "فتح" التي تشتتت بين عدة مجموعات محلية وخلايا مسلحة وخصوصا ان أنصار الحركة اتحدوا بشأن ترشيح أبومازن وكانوا فاعلين في حملته الانتخابية. حتى ان أمين سر "فتح" في الضفة مروان البرغوثي تراجع عن ترشيحه إذعانا لرغبة الحركة، التي لاحظ انها في حال أفضل بعد فوز أبومازن. وشدد على ان هذا النجاح الذي حققته "فتح" بالغ الأهمية لأنها الحركة التي قادت الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير إلى الاعتراف بدولة "إسرائيل" والالتزام باستراتيجيا "دولتين لشعبين". من هنا استنتج روبنشتاين، ان انتصار عباس وحركة "فتح" يعتبر انتصارا لاستراتيجيا التفاوض مع "إسرائيل" وإقامة دولة فلسطينية إلى جانبها وليس بدلا منها.

وأسدى يوئيل ماركوس في "هآرتس" عددا من النصائح للرئيس الفلسطيني الجديد. فنصحه في البداية بعدم تعيين نائب ينتظر مماته ليتسلم مهماته. بل تعيين مسئولين موثوقين وخبراء ومستشارين ذوي خبرة. وبسخرية واضحة، نصح ماركوس، بعدم ارتداء زي عسكري وحمل مسدس أو تزيين عنقه بميداليات وأوسمة "في إشارة إلى عرفات" لأن "الموضة" التي يحبها بوش هي اليوم الديمقراطية. وأضاف ان الرئيس الأميركي يعتمد على عباس كي يكون مؤسس الديمقراطية الإسلامية الأولى في المنطقة فإذا نجح في ذلك فسيكون "الطفل المدلل للغرب". وحذر الرئيس الجديد من الكذب على بوش، لأن كذب سلفه كلفه وكلف الشعب الفلسطيني غاليا. وحذره أيضا من عدم تكرار الخطأين الفادحين اللذين ارتكبهما شارون في الماضي: أي قول لا لبوش والتغزل بساقي غونداليزا رايس علنا.

واعتبر عاموس هاريل في "هآرتس" ان نشاطات حزب الله في الأراضي الفلسطينية تهدف إلى تقويض موقع عباس من أجل منع أي تقارب بين السلطة و"إسرائيل". واستهل مقالته بالإشارة إلى ان النظرة الإسرائيلية التقليدية إلى "حزب الله" تصنفه على انه منظمة محترفة مركازة وسرية تضم "إرهابيين" محترفين يشنون حملة منظمة ضد الجيش الإسرائيلي، إلى درجة أدت إلى انسحابه من جنوب لبنان في العام .2000 غير انه في ما يتعلق بما وصفها بـ"المساحة الإرهابية" الرئيسية التي ينشط فيها الحزب ضد "إسرائيل" أي الأراضي الفلسطينية فهذه النظرة غير صحيحة نهائيا. وأوضح ان المسئولين العسكريين الإسرائيليين الذين يراقبون نشاطات حزب الله التي تشمل إرسال الأموال وتوجيه الأوامر والتعليمات إلى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة خلال السنتين الماضيتين، يقدمون صورة مغايرة تماما. وأشار إلى انه استنادا إلى هؤلاء المسئولين فإن المنظمة الشيعية تعمل على إنشاء ما يشبه "حزاما ناقلا" في الأراضي الفلسطينية من خلال تشكيل أكبر عدد ممكن من الخلايا "الإرهابية" الصغيرة المتصلة في ما بينها. غير انه لفت إلى ان حزب الله ينشئ هذه الخلايا ويتجاهلها أو ينساها وينشئ شبكات "إرهابية" ولا يوفر لها الدعم الكافي لتنجح فينتقل إلى شبكة أخرى وهكذا دواليك. لافتا إلى ان الحزب لا يرسل تعليمات تكتيكية محددة للناشطين في الضفة والقطاع بل مجرد تعليمات عامة. إلا انه لفت إلى ان معلومات جهاز "شين بت" تؤكد ان نشاطات حزب الله تضاعفت في السنوات الأخيرة

العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً