استشهد مقاومان في رام الله بالضفة الغربية من حركة "حماس" أمس بنيران قوات الاحتلال في جريمة اغتيال إذ قصفت بالأسلحة الرشاشة والثقيلة منزلا كانا بداخله، ما أدى إلى تدميره. وفي رفح أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استشهاد اثنين من عناصرها اقتحما صباحا مستوطنة "موراج" وتمكنا من إصابة خمسة من جنود الاحتلال عندما فجرا عبوة ناسفة استهدفت جيبا عسكريا وألقيا عددا من القنابل تجاه موقع عسكري إسرائيلي يقع عند الحدود الشرقية للمستوطنة، أدى إلى مقتل مستوطن. وقالت الحركة إن العملية، وهي أول هجوم على هدف إسرائيلي منذ فوز محمود عباس في انتخابات الرئاسة الأحد الماضي هي الرد على دعوته إلى وقف الكفاح المسلح واللجوء إلى السبل السلمية في العمل على إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة. بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن عباس ذكر أنه لن يصادر أسلحة حركات المقاومة الفلسطينية.
من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث "وجود احتمال" لعقد لقاء بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خلال أسبوعين.
الأراضي المحتلة، عمان - محمد أبوفياض، حسين دعسة
أشار وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث إلى "وجود احتمال" لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خلال أسبوعين.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الخبر من رام الله مشيرة إلى أن شعث أدلى بحديث إلى "صوت فلسطين"، مؤكدا فيه أن اللقاء قد يتم على الأرجح "خلال أسبوعين" وبعد عطلة عيد الأضحى على الأكثر.
من جهة أخرى، أكدت حركة "حماس" أمس أنه لا أحد يملك أن يوقف مقاومة الشعب الفلسطيني، في وقت قتل فيه عدد من الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية في عمليات متبادلة في ظل تصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في حين أقرت الكنيست مشروع موازنة الدولة بالقراءة الأولى.
وقال الشيخ حسن يوسف أحد قادة حركة "حماس" في تصريح خاص بـ "الوسط": "إن الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية لم تكن بقرار فردي من أحد ولا من مجموعة، بل بقرار شعبي عام لأنه من حق أي شعب محتل أن يقاوم الاحتلال، وأرضنا الفلسطينية محتلة وشعبنا يقتل والإجرام الإسرائيلي بحقه متواصل، لذلك من حق شعبنا الفلسطيني أن يقاوم وأن تستمر انتفاضته".
وأكد أن "أي إنسان عاقل لا يستطيع أن يطالب شعبنا الفلسطيني بوقف الانتفاضة والمقاومة لأن جميع الشرائع كفلت له حقه في مقاومة الاحتلال".
وشدد على ضرورة القيام بحوار وطني جاد يجلس خلاله الجميع تحت سقف واحد للتحاور وتبادل الرأي للوصول إلى رأي يوحد ويصلب الجبهة الداخلية وتصليح الخلل.
وتزامنت تصريحات الشيخ يوسف مع أنباء تحدثت عن أن جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية أكملت خطة "سبت الإخوة" لإخلاء المستوطنات في غزة وشمال الضفة الغربية، في إطار الانفصال، إذ يبدأ الإخلاء في شهر يوليو/ تموز، وسيتم في المرحلة الأولى إخلاء مستوطنة واحدة من القطاع بجميع القوات والوسائل، من أجل فحص مستوى معارضة المستوطنين الموجودين هناك، وباقي المستوطنات في القطاع سيتم إخلاؤها خلال شهرين، أما مستوطنات شمال الضفة فسيبدأ إخلاؤها في سبتمبر/ أيلول للعام الجاري، وسيجند لهذه المهمة أكثر من 5000 رجل شرطة وجندي، وسترافقهم طواقم تصوير لتوثيق المشاهد وطواقم طبية، وقوات خاصة من الشرطة ستكون على أتم استعداد.
وكانت الكنيست أقرت قبل ظهر أمس موازنة الدولة بغالبية 64 صوتا ضد 53 صوتا بالقراءة الأولى وتم إقرار الموازنة بعدما أعلنت مجموعة المتمردين داخل الليكود أنها ستصوت إلى جانب موازنة الدولة وتمحور التصويت حول مشروع الموازنة للعام الجاري ،2005 وهو التصويت الثاني على هذا المشروع، بعد أن كانت الكنيست قد رفضت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إثر الأزمة الائتلافية التي أحدثها اتفاق الليكود مع يهدوت هتوراة، والذي اتخذ منه حزب "شينوي" ذريعة للتصويت ضد مشروع الموازنة، ما أدى بالتالي إلى خروج "شينوي" من الائتلاف وتقلص حكومة شارون إلى 40 نائبا، فقط، ما قاد بالتالي إلى إجراء مفاوضات مع العمل ويهدوت هتوراة، تم في أعقابها، عرض الحكومة الجديدة - القديمة، مطلع الأسبوع الجاري.
4 شهداء ومقتل مستوطن
وميدانيا، في رام الله في الضفة قالت حركة "حماس" إن اثنين من عناصرها استشهدا أمس بنيران قوات الاحتلال وهما عبدالله الديك من قرية كفر الديك ووافي الشعيبي من دير غسان من كتائب "عزالدين القسام" في جريمة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال في قرية قراوة بني زيد إذ قصفت بالأسلحة الرشاشة والثقيلة منزلا كان المجاهدان بداخله.
وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وطوقت منزل ماجد ربحي عرار "43 عاما" وطلبت من ساكنيه الخروج، وبعد ذلك أطلقت قوات الاحتلال صاروخين نحو المنزل سبقهما تبادل كثيف لإطلاق النار بين الجنود ومجاهدي "حماس" استمر أكثر من عشر دقائق، كما قصف المنزل الذي كانا موجودين فيه بالصواريخ وقذائف المدفعية، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل واستشهاد الشابين.
وكان عامل فلسطيني لقي مصرعه، الليلة قبل الماضية، بعد أن قام مجهولون بطعنه بسكين في جميع أنحاء جسمه وعثر على جثته في موشاف "بني رام" الواقع في الساحل، وسط "إسرائيل" ووصلت المكان قوات من الشرطة الإسرائيلية شرعت بالتحقيق في ملابسات الجريمة، في حين لم يتم بعد السماح بنشر اسم العامل، الذي اكتفت مصادر الشرطة بالتنويه إلى أنه من الضفة الغربية. وفي خان يونس أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب "الشهيد أبوعلي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تفجير عبوة ناسفة موجهة لدى مرور جيب إسرائيلي في منطقة السطر الغربي في خان يونس جنوبي غزة.
وفي رفح أعلنت "سرايا القدس" استشهاد اثنين من عناصرها اقتحما صباحا مستوطنة "موراج"، وتمكنا من إصابة خمسة من جنود الاحتلال عندما فجرا عبوة ناسفة استهدفت جيبا عسكريا وألقيا عددا من القنابل تجاه موقع عسكري إسرائيلي يقع عند الحدود الشرقية للمستوطنة، ما أدى إلى مقتل مستوطن، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن جنديا واحدا قتل في العملية.
غزة - أ ش أ
وافقت المحكمة المركزية الإسرائيلية في حيفا على الصفقة التي تم إبرامها بين قادة الحركة الإسلامية في "إسرائيل" المعتقلين والنيابة العامة..
وذكرت قناة "الجزيرة" أمس أن هذه الموافقة جاءت بعد ثبوت كذب التهم التي وجهت إلى زعيم الحركة الشيخ رائد صلاح وأربعة من رفاقه. وبموجب الصفقة سيتم الإفراج عن قادة الحركة في غضون خمسة أيام، بينما سيتم الإفراج عن الشيخ رائد صلاح بعد نصف عام، كذلك سيتم الإفراج عن المتهم الرئيسي في القضية وهو محمود محاجنة بعد عام.
وكان تم اعتقال القادة الخمسة قبل عام ونصف العام بتهم دعم الإرهاب وتقديم معونات مالية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"
العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ