العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ

المصبح: لو عرفت ما أريد لما كتبت

مع شرود "الجاسم" في شيء مختلف

ما بين الوعي ولا وعي وما بين صورة معهودة للحكاية وصورة مستحدثة. انقضت أمسية قصصية جميلة أقامها مركز جدحفص الثقافي مساء الأحد 9 يناير/ كانون الثاني الجاري لكل من القاصين السعوديين فهد المصبح وناصر الجاسم. أمسية قصصية بدأها المصبح - وهو القاص السعودي الذي صدرت له مجموعات قصصية خمس كانت بعنوان "صاحب - السيارة البرتقالية، للدموع لغة أخرى، الآنسة اولين، رداء الذاكرة - الزجاج وحروف النافذة ورواية واحدة بعنوان "الوصية" بقصة تنقل فيها بين محطات ذكريات الطفولة حينما كان غضا طريا وحينما كانت لغته متوزعة بين ذاته وذات الآخرين وكانت تحمل من أرضه ووطنه الشيء الكثير غير أن القاص الآخر ناصر الجاسم الذي أصدر "الغصن اليتيم" و"النوم في الماء" ثنى بشيء مختلف وهو يقرأ "قدحان... شمعتان... خمر وعسل وبيض سمك... فجل وجرجير وريحان... أظافر... عظمة حق لرجل ميت وفرخ دجاجة مريض وسم ثعبان نهري... كتاب شمس المعارف ونجمة تضيء في السماء السابعة... هي لا تأتي وهم يأتون الى المائدة من فوق سطوح البحار ومن المقابر والخرائب وكهوف الجبال وهو يطلسم والدخان يظلل وجهه المتعب".

إن في قصص القاصين أبعاد متسعة، واحدة تلتف حول مفهوم القصة وثانية تمازج بين الأجناس الأدبية وأخرى تتلفع برداء سميك من القصة التقليدية وعندما سئل القاصان عن التأثير الذي تركته قراءتهما لقصصهما والذي يخال معه المستمع وكأنه يستمع الى نص شعري تتحرك فيه الأجساد التفعيلية وهل أن هناك وعيا لدى الكاتب وهو يكتب حين تخرج نصوصه بهذا الشكل، قال الجاسم: إن اعادة صوغ النصوص وإعادة تشكيلها إلى شعر حديث من حيث الصورة هو واقع جديد يمثله النص الحديث فالقاص يقرأ النص الحديث ومن الممكن أن تلقي قراءاته التأثير ذاته عليه في حين علق المصبح: أني لا أتكلف معرفة ما أريد والا لما كتبت، وأعرف أن قصة الوعي حكاية حدثت، ولكن اللاوعي ما أتصور حدوثه. فقصة "صراع اللبؤات" مثلا ومع الاستفسارات الكثيرة ممن قرأ القصة عن فحواها ومن أقصد بها فإنني لم أعرفها. سؤال آخر كان حريا بإضاءة جديدة على تجربة القاصين حينما تساءل أحد الحضور: لقد وجدت في قصص هذين القاصين إبداعا حقيقيا غير أني أتساءل هنا عن إبداع أدبي تلتقي فيه كل الأجناس الأدبية ويترك المجال مفتوحا للتأويل فقد استمعت الى قصة المائدة وذكرتني بالحضارة العربية في القرن الرابع الهجري. تلك نقطة في صالح القاصين، ولكن النقطة التي أحسبها عليهما هي لغة التلقين التي دأبت عليها الحضارة العربية الاسلامية والتي تبدو جلية في قراءة القاصين وكذلك اللغة التي تثير إشكالات كما أثارتها لغة القاصين في خلطها بين الفصحى والعامية، الأمر الذي يقود إلى الرمزية في تلك القصص وهي رمزية تغلق ذهن المستمع حين تتحول إلى شيء موغل في التعجيب فهل أصبح الأديب منغلقا على ذاته؟ وأجاب الجاسم: نحن نكتب القصة القصيرة، ولكن مستهدين بآخر ما توصل إليه فن السرد ثم إن هذا الخلط بين العامية والفصحى ليس بالضرورة أن يكون قطيعة مع القارئ، فالنصوص لا تصب كلها في هذا الجانب، كذلك من المهم أن تقرأ النصوص وليس الاكتفاء بالاستماع إليها فقط





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً