كان من ضمن الأسئلة التي وجهتها "الوسط" إلى الشيخ عيسى أحمد قاسم في الحوار المنشور في عدد اليوم سؤال عن موقفه من الصحافة، إذ كان من ضمن جوابه "تحتاج الصحافة عندنا إلى درجة أكبر من الأمانة والنظافة والحرية، وهذا لا يعني أنها لا تقدم مفيدا في بعضها، ولا تفضح سوءا مطلقا، ولا تشارك في إنصاف مظلوم، ونصرة ضعيف، منها ما يفعل ذلك، ومنها ما هو سيف مسلط على رقاب المحرومين ". .."".
لفتت نظري هذه الكلمات، ولعلها أكثر ما استوقفني من بين كل إجابات الشيخ على الأسئلة الموجهة إليه، وإذا كانت الحرية التي يعنيها قاسم أمرا يتعلق بالظروف القانونية السيئة التي تحيط بالصحافة، وعلى رأسها قانون المطبوعات الجائر، فإن الأمانة تتعلق بالصحافي نفسه، ومدى استعداده لتحمل أمانة الكلمة التي هي مسئولية ثقيلة على عاتقه.
كما كان من ضمن جوابه إشارة واضحة إلى أن الصحافة سلاح ذو حدين، وعلى رغم انتقاده الذي وجهه إلى الصحافة فإنه لم يعمم أبدا وكان يدرك جيدا أن الصحافة على رغم ما فيها فإنها طريق للدفاع عن المحرومين، والضعفاء، والمظلومين، إذا ما أريد لها ذلك.
النقد الذي يوجهه الكثيرون إلى الصحافة والصحافيين يحتاج إلى اللغة التي تحدث بها الشيخ عيسى قاسم، وإلى الاستثناء الذي أكده، وتحتاج أيضا إلى الإدراك الكامل أن من بين أولئك العاملين في هذا الحقل من يدوس على كثير من الشوك، ويواجه كثيرا من العناء، لينتصر لمظلوم، ويدافع عن محروم، وإصلاح فساد، وحينها عندما يوجه النقد إلى الصحافة وأهلها يصبح "الاستثناء" واجبا لا يكتمل النقد والانتقاد إلا بذكره
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 859 - الثلثاء 11 يناير 2005م الموافق 30 ذي القعدة 1425هـ