واصل السودانيون أمس الاحتفالات بمناسبة حلول السلام بين الشمال والجنوب بعد سنوات طوال من الاحتراب. وشهد الرئيس عمر البشير احتفالا شعبيا كبيرا نظم في جوبا فيما أقام الجنوبيون احتفالا ضخما في الخرطوم خاطبه زعيم الحركة الشعبية جون قرنق عبر الهاتف. وتعد هذه الخطوة لفتة لتمتين روح الوحدة والتلاحم الشعبي بين أبناء الوطن الواحد على أمل أن تفضي بروتوكولات نيفاشا بعد مرحلة الانتقال إلى اختيار الجنوب لخيار الوحدة في إطار السودان الموحد وليس الانفصال كما يخشى ذلك الكثير من الناس.
مع دخول السودان عتبات مرحلة جديدة، تحتاج البلاد من القوى السياسية بمختلف ألوان طيفها وكل الوطنيين أن يبذلوا الجهد والعرق لتثبيت دعائم الوحدة والسلام ونقل البلاد من حالة العزلة والفوضى السياسية إلى مرحلة الانفتاح وقيام دولة المؤسسات والبناء الاقتصادي في كل المجالات التي شهدت إهمالا وذلك في مختلف الولايات.
المطلوب من القوى السياسية الكثير وعليها أن تستغل الفترة الانتقالية لتعود وتواصل ارتباطها بقواعدها التي انفصلت عنها طيلة فترة عملها من خارج البلاد. فالمتغيرات التي حدثت كثيرة ولابد من استيعابها والتحديات أكبر. على الأحزاب الكبيرة والصغيرة أن تدرس أسباب فشلها في إدارة العمل الديمقراطي والحفاظ على الثورات التي يشعلها السواد الأعظم من أفراد الشعب والتي أطاحت من قبل بحكمين عسكريين.
لماذا ينقلب العسكر على الحكم الديمقراطي؟ وهل العسكر يتحركون بمعزل عن تأمر السياسيين؟ المسألة متداخلة فهناك قوى حزبية لا ترتضي الاحتكام إلى الشعب بل تلجأ بليل للبندقية لانتزاع السلطة من الآخرين وتفشل بعد إضاعة سنوات طوال في إدارة اللعبة السياسية وعندها نعود للمربع الأول وهكذا دواليك
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 858 - الإثنين 10 يناير 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1425هـ