ونحن على عتبات الأيام الأولى لشهر يناير/ كانون الثاني العام مازالت سيناريوهات الإدارة الأميركية في الحرب على الإرهاب تأخذ منعطفاً يراد منه سرعة التغلغل وتسهيل إجراءات واشنطن لتحقيق مكاسبها والوصول للنتائج المرجوة، على رغم مرور أربع سنوات على هجمات سبتمبر/أيلول.

بالأمس سعت لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر إلى استصدار قانون إصلاح الاستخبارات حتى نجحت بعد حصولها على توقيع الرئيس جورج بوش ليمرره ويأمر بتطبيقه ليشمل تعيين مدير يشرف على جهاز الاستخبارات. أما اليوم فكشف خبر لوكالة «رويترز» النقاب عن وجود مجموعة مكونة من ضابطا من أوروبا والعالم العربي تمد هيئة الأركان الأميركية بالاستشارة الخاصة بالحرب على الإرهاب وصفت بأنها نصائح شجاعة ودقيقة وبالغة الأهمية وأخذت طابعا سريا، وجاءت تلك الخطوة بمبادرة وعون من الجنرال المتقاعد الذي قاد الحرب على العراق وقبلها أفغانستان تومي فرانكس لتقديم التحالف والمساعدة لخلفه جون أبي زيد.

هذه المجموعة أُطلق عليها اسم «مجموعة التخطيط الموحدة»، وما يؤكد ما أسلفنا ذكره أيضا هو إعلان نائب وزير الدفاع بول وولفويتز عن بقائه في منصبه، نافيا أنباء ذكرت عن عزمه الاستقالة. وهذه الشخصية تنتمي لتيار ذوي النفوذ الأيدلوجي المتطرف أو ما يعرف بـ «المحافظون الجدد»، كما أشارت التغييرات الوزارية وخصوصا خروج تيار الحمائم ومن بينهم وزير الخارجية - المستقيل - كولن باول إضافة إلى نائبه ريتشارد آرميتاج وتعيين خليفته مستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس ومساعدها روبرت زويليك.

جميع تلك المؤشرات تظهر سعي الإدارة الأميركية على غير العادة وبخطى حثيثة تطبيق ومواصلة استراتيجية بوش في ولايته الأولى والسير على المنوال نفسه في ولايته الثانية... ولكن الاختلاف هو الضربة الآن ستكون بيد من حديد وبقوة لا تعرف الكلل والملل في تطبيق نظرية «الضربة الأستباقية» والخوف من مزاعم مارد الإرهاب الكاسر إن وجد