بيننا وبين لقاء منتخبنا الوطني وإيران في انطلاقة الدور الحاسم لمونديال شهر واحد، لكننا كمسئولين ومنتخب وإعلام وجمهور مازلنا نعيش في دائرة الاخفاق الخليجي في الدوحة.

وإذا كنا نتعامل مع الكرة بمنطق «عجلة البطولات مستمرة» فيجب ألا نتوقف عند نقطة معينة سواء كانت بالفوز أو الاخفاق، وندرك جيداً أن لكرة القدم تضاريسها التنافسية الخاصة والمتقلبة التي لا تجعل أي فريق مهما بلغت عظمته فائزاً دوماً، وأن الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة في عالم الكرة والشاطر من يحسن التعامل مع كل حالة.

ومن ذلك نتساءل: لماذا يصر البعض على أن نظل ندور في حديثنا عن «خليجي » وعدم إشعال ولو شمعة وسط الظلام الذي يراه هذا البعض إذا كانت تهمه مصلحة المنتخب وما ينتظره من مهمة عالمية مرتقبة تفوق دورة الخليج.

لا يهمنا أن يسعى البعض لتحويل نقده إلى مدرب منتخبنا ستريشكو إلى أزمة تحرق أخضر ويابس المنتخب، لأن ستريشكو في النهاية مدرب محترف سيعمل في أي مكان في العالم، لكننا سنخسر منتخبنا، إذ تزرع الأشواك أمامه وهو على مشارف الاستحقاق العالمي.

انظروا إلى المنتخب السعودي «صاحب الانجازات المختلفة» كيف خرج سريعاً من دائرة إخفاقه الخليجي الذريع وبدأ الإعلام السعودي يسلط الأضواء ويجذب اهتمام الجماهير السعودية نحو المنتخب الذي بدأ إعداده لمباراته الأولى أمام أوزبكستان في موعد مباراتنا نفسه أمام إيران، فيما لانزال نصب كإعلام وجمهور الزيت على نار الاخفاق الخليجي بحجة النقد.

يجب أن نترفع جميعاً عن صغائر الأمور ونبتعد عن الاتهامات التي لا تفيد وتنحصر في إطار «تصفية الحسابات الشخصية» وما كان في نفس يعقوب، وننظر إلى مهمتنا المقبلة لأن منتخبنا ليس منتخب ستريشكو أو سلمان بن إبراهيم أو يوسف حسن أو عبدالرزاق محمد أو جاسم محمد، بل منتخب البحرين الذي يجب ألا نهدم بأيدينا بنيان أفضل منتخب بحريني منذ عاماً، وحينها لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب!

وانظروا إلى منتخب إيران الذي سيواجهنا في اليوم الموعود، كيف يعد عدّته ويجهز محترفيه ومباراته الدولية الودية القوية، وكأني به سيباغتنا في عقر دارنا إذا ما ظللنا في غفلتنا.

إنها دعوة من القلب إلى كل من يهمه الأمر