المؤتمر الصحافي الذي عقده اتحاد الكرة مع الصحافة الثلثاء الماضي كان مبادرة طيبة ومواجهة شجاعة من قبل الاتحاد مع الصحافة تدلل على وعي المسئولين وإدراكهم لأهمية الإعلام وخصوصا الصحافة التي تعتبر السلطة الرابعة والواجهة الصريحة لآراء الشارع البحريني.

هذا المؤتمر الذي جاء بعد "الإخفاق الخليجي" وقبل قرابة الشهر من المواجهة المصيرية مع المنتخب الإيراني في تصفيات كأس العالم تنبع أهميته من كونه جاء متلازما مع انتقادات كبيرة وجهت للجهازين الإداري والفني في الفترة الماضية ما يدلل على اهتمام الاتحاد بما تكتبه الصحافة وبشجاعة المسئولين في مواجهة هذه الانتقادات والرد عليها.

وبغض النظر عن ما دار في هذا اللقاء الصحافي والردود التي ساقها مدرب المنتخب وإدارييه ومدى تقبلها من قبل الشارع الرياضي فإن الأهم هو اللقاء في حد ذاته الذي جاء كبيرا في معانيه مدللا على شيوع ثقافة الرأي والرأي الآخر ومسطرا لواقع جديد في التعامل مع الصحافة نتمنى شيوعه في المجالات الأخرى.

على المسئولين في جميع المجالات أن ينتبهوا إلى وجود صحافة ناقدة وقوية وكاشفة لجميع القضايا. ومواجهة النقد بصراحة وشجاعة هو الذي يجب أن يسود في المرحلة المقبلة. فالمؤتمر الصحافي الأول الذي عقده اتحاد الكرة جاء في ظروف تختلف عن الظروف الذي عقد فيها المؤتمر الثاني. ففي المؤتمر الأول لم تكن هناك مطالبات بإقالة ستريشكو ولم تكن الانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة بهذه الحدة وكان الجميع يعيش توافقا إلى حد ما. لذلك اعتقدت أنا شخصيا أن اتحاد الكرة لن يبادر إلى عقد مؤتمر ثان بعد "الإخفاق الخليجي" والانتقادات الكبيرة الموجهة له في الفترة الحالية وأنه سيتجنب التواصل مع الصحافة في الفترة الحالية عملا بمبدأ "الظهور وقت الفوز والاختفاء وقت الشدة". ولكن الاتحاد بادر بشجاعة إلى عقد هذا المؤتمر الثاني. والشارع الرياضي يتمنى استمرار هذا التوجه وهذه المواجهات الصريحة على أمل نقلها إلى قطاعات ومجالات أخرى