لا أشك أن وزيرة الصحة ندى حفاظ تسعى سعيا مجدا لتطوير وزارة الصحة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وهذا واضح بجلاء في التصريحات الصحافية التي أكدت فيها مرارا وتكرارا أن "التطوير" في الوزارة الهدف الأول الذي ترمي إليه، وكان رفع الموازنة مثالا صارخا على هذا الهدف.
ولأنني أجد نفسي على خشبة المسرح الذي تمارس الوزيرة عليه دورها، لأنها اعتبرت الصحافة شريكا حقيقيا لها في مهمتها منذ اليوم الذي تسلمت فيه حقيبة وزارة الصحة، لذلك لن أكون محرجا وأنا أشد من عزيمتها يوما، وأسلط الضوء على أرطال من السلبيات في الوزارة أياما، لأن ذلك من صلب الدور الرقابي الذي يجب أن تضطلع به الصحافة.
أكدت في البداية عدم الشك في مساعي أول وزيرة، إلا أنني أكون ناقما في كثير من الأحيان على أولئك الذين يحاولون إيصال الصورة مشوهة إليها عن ما يحدث في وزارتها من أخطاء، ما يكون أكبر عائق في إنجاز مهمتها، متجاهلين هؤلاء أن جعل الصورة القبيحة جميلة، يعني الاستمرارية في قبح تلك الصورة.
هذا ما حدث عندما نشرت "الوسط" أمس موضوع "الاتصال بأطباء الكوارث والطوارئ مفقود" والسلبيات الموجودة في قسم الاتصال، وتدعيم ذلك بأرقام حقيقية ستجدها الوزيرة من ضمن رسالة أرسلت إليها منذ بداية توليها الوزارة وكانت تلك الرسالة من "سبع ورقات" سمان.
ندى... لأنني شريكك... سأقول لك شيئا، عندما نشر ذلك الخبر أمس، علمت "الوسط" أنك أمرت فورا بالتحقيق في نواقص الاتصالات، وهو عين الصواب، ولكن المعنيين بقسم الاتصال فهموا الرسالة بالمقلوب وبدلا من أن ينشغلوا في التحقق من النقص لإصلاحه، انشغلوا في التحقيق والبحث عن من سرب المعلومات، وأخذوا بذلك دور أمن الدولة الذي ألغي في العام 2002 لأنه لم يكن صالحا لمرحلة الإصلاح
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 856 - السبت 08 يناير 2005م الموافق 27 ذي القعدة 1425هـ