"مساكين هم اليهود، الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يعادونهم، وهذا أمر لا يمكن قبوله ويستحيل السكوت عليه. بل يجب أن ندافع عنهم ونحميهم أكثر". هذه هي ببساطة فحوى التقرير السنوي الأول لوزارة الخارجية الأميركية لمراقبة معاداة السامية.
يدافع الأميركيون عن الكيان الصهيوني - الذي لا يمكن فصله عن الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، وأيا كان مكان وجود اليهود - مغمضي العين والعقل والقلب وكل حاسة أخرى، قد ترى أن الموضوع خاطئا من أساسه، فذلك عهد اتخذه كل رئيس أميركي يصل إلى الكرسي الذي يجعله وللأسف قائدا للعالم، ما عدا الدول الحرة وهي قليلة.
ومع أن ما يفعله الصهاينة سواء في الأراضي المحتلة في فلسطين أو سورية أو لبنان ظاهر ويدان ويطالب المجتمع الدولي "إسرائيل" بأن توقف عدوانها وإجرامها الذي فاق كل حد، إلا أن كل المطالبات يضرب بها عرض الحائط وتستمر عذابات الشعوب على أيدي اليهود.
وبدل اتخاذ خطوات حقيقية وواقعية من أجل الفلسطينيين وتحرير الأراضي التي يحتلها الكيان الغاصب، يظهر التقرير الأميركي ليقول "أنتم يا كل العرب والمسلمين وكل البشر الذين ترون أن اليهود مجرمون وظالمون، عدائيون ويكفي ما تفعلونه من الحديث عن اليهود بسوء فهم خير منكم جميعا وسنعاقبكم إن إستمريتم فيما تفعلون".
هكذا ببساطة وبلا تردد لأن أميركا متيقنة من قدرتها على قول ذلك ولن يعترض عليها أحد. فلنبق ساكتين ولا نعترض على أي شيء - إلا فيما بيننا - يفعله اليهود أو تفعله "أمهم" لهم لأن جميع محاولاتنا لتغيير ذلك ستبوء بالفشل إن استمرينا في إتباع السياسة ذاتها في التعامل مع الولايات المتحدة. فلنتبع ما تطلبه منا ولا نقبل بأن يبث أو يقال أي سوء عن اليهود فهم مجرد ساميين مظلومين
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 856 - السبت 08 يناير 2005م الموافق 27 ذي القعدة 1425هـ