قال خطيب الجمعة في جامع الإمام المنتظر (ع) بداركليب الشيخ حميد المبارك في خطبة الجمعة أمس «ان القران الكريم اعتبر الاختلاف أمرا طبيعيا (ولايزالون مختلفين)، ولكن النهي عن التنازع دليل على إمكان تفاديه، ويظهر الفرق بين الاختلاف والنزاع في مدى الالتزام بالضوابط الأخلاقية، التي هي أيضا فارق بين انكار المنكر الذي هو امر مطلوب وبين مقولة ان الغاية تبرر الوسيلة التي يذمها الجميع، فالضوابط والحدود الاخلاقية هي ركن مهم في قيود إنكار المنكر».
وفي سياق آخر أشار المبارك إلى أن «ما في الارض من طاقات مادية هي عطايا الله تعالى للناس، فهي اقوى جواب على كل دعاوى تفسير الزهد المطلوب بأنه ترك الدنيا، مع ان مفردة الزهد لم ترد في القران الكريم الا في سياق سورة يوسف (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)، والذي جاء به القران هو النهي عن الترف وهو مختلف عن مظاهر الزينة، وجاء النهي عن الاسراف بمعنى الانفاق في ما لا ينفع مقرونا بالترغيب في زينة الدنيا».
من جانب ثان ذكر المبارك في خطبته «أن تحقق القدرة الاقتصادية بالابتكار والعمل الدؤوب افضل رد على من يسعى الى إضعافك وتهميش دورك في الحياة، فقدرة المال هي أهم عنصر في تحقيق التوازن بين القوى المتعددة وما يترتب من نتائج اجتماعية وسياسية، وقدرة المال كذلك تجعلك في غنى عن الآخرين فلا تضطر للمساومة على قناعاتك، وهي تجعلك تشعر بالثقة فتكون أقدر على الإبداع في الحياة، والأهم من كل ذلك أن القدرة المادية تجعلك قادرا على مساعدة الآخرين في قبال صعوبات الحياة، وذلك من أفضل الأعمال (خير الناس من نفع الناس)».
العدد 2395 - الجمعة 27 مارس 2009م الموافق 30 ربيع الاول 1430هـ