قال خطيب جامع الخير في قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس: «إن ما يجري في البحرين من ترويع الآمنين جزء من مخطط كبير لإعادة رسم المنطقة الجغرافية وهو شبيه لما يحدث في العراق والسودان وليعلم الجميع بأننا أمة واحدة، ربنا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، وكتابنا واحد، فلتكن تصرفاتنا أكثر وعيا وحكمة لما يحاك لأمتنا وديننا وأوطاننا، ولنحذر من أن يصدر منا شيء يثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد».
وأضاف الجودر أن «ما يحدث هو اعتداء وعدوان، إنها أعمال لا تقرها شريعة ولا قانون ولا عقل، بل يرفضها أبناء هذا الوطن بتلاوينهم ومذاهبهم، سنة وشيعة، إن الموقف الذي يجب على الخطباء والدعاة والأئمة لما لهم من مكانة عالية هو استنكار هذه الأعمال وتجريمها، وليحذر من يريد الخير لهذا الوطن من تسويغ هذه الأعمال أو البحث لها عن مبررات. إن العنف والتخريب أبدا لن يوقف مسيرة الإصلاح في هذه الأمة، ولن تشوه صورتها الحضارية، فالعنف لا يعيد حقا ولا ينصر مظلوما ولا يكسب تعاطفا، ولا يمكن قبوله دين أو عقيدة».
وأشار الجودر إلى أن «الجماعات المتطرفة اليوم تستغل الأزمات السياسية والاقتصادية لتمرير أجندتها التدميرية والتخريبية، وما كان لها من الظهور لولا تغيب قوى الاعتدال عن المجتمعات الإسلامية. من هنا فإن دعوتنا كانت ولا تزال إلى فتح الحوار مع قوى الإسلام المعتدل، ذات الرسالة الحضارية، فهي المخرج لما تعانيه الأمة اليوم من سموم وأدواء التكفير والإرهاب والعنف، إذا كان هذا هو شأن الاعتدال والوسطية، وتلك مساوئ الغلو والتطرف والتشدد، فدعونا نأخذ صورة واحدة من صور الغلو والتطرف، إنه العنف والتخريب والترويع، ففي أيامكم الماضية تم نشر ثقافة جديدة على الأمة، إنها ثقافة الصدام مع المجتمع، فتم إغلاق بعض الشوارع، وحرق الإطارات، وتفجير السلندرات، كل تلك الأعمال من أجل قضية معروضة على القضاء، وبالأمس تم نقل مسرح العنف والترويع إلى أحد المدارس الحكومية، لنسأل أنفسنا ما ذنب أبنائنا للزج بهم في مثل هذه القضايا؟، وما ذنب مستقبلهم؟، لماذا يتم استغلالهم من أجل قضية معروضة على القضاء وتحضرها منظمات حقوق الإنسان في العالم».
العدد 2395 - الجمعة 27 مارس 2009م الموافق 30 ربيع الاول 1430هـ