حذر خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس (الجمعة) مما أسماهم « الإعلاميون والخطباء الذين يستغلون الأحداث للترويج للفتنة الطائفية ومس رموز البلد» ، مشيرا إلى أن أطروحاتهم لابد أن تراجع وتخضع إلى ميزان العقل والشرع والمصلحة الوطنية.
وقال القطان: «إن من المؤسف، والعصر عصر إعلام، أن كثيرا من الصحافيين والكتبة والمثقفين والمحاورين والمتحدين والخطباء وأصحاب المنابر يطلقون الكلمات والمقالات ولا يراجعون ولا يتراجعون. وهذه مناصحة للنفس أولا وخطاب لكل مسلم ومواطن ووافد في هذه البلاد، ولكل من يسمع هذه الخطبة، وخصوصا من يتوسم فيهم الخير وقبول الحق، ممن ابتلوا بالكلمة كتابة أو إذاعة أو خطابة أو في المنتديات والتجمعات والندوات أو المجالس والبرلمانات والمساجد والحسينيات».
وتابع «إنه ابتلاء موبق، وإن من الخير لمن أراد له الله الخير أن يستمع النصح بود وحب، ألا تحب يا عبدالله أن يستعملك الله في طاعته، والقدرة على ضبط القلم واللسان، فاسع إلى الخير واجتنب الكذب ليكون الموطن آمنا مسالما(...) أيها الكاتب، أيها الصحافي والمثقف والمتكلم والعالم والخطيب والمحاور، اتق الله، وأعلم أنه يجب أن تحترم أخاك ومحدثك، والجد كل الجد في الإخلاص والمحاورة وحب الإخوة».
وأشار «ما يظهر في الساحة من كتبة وصحافيين ومثقفين ومتحدثين ومتحاورين، لا ينتمون للحوار المتعقل والمتزن والنقاش المنصف، بل تطغى في كتاباتهم وخطبهم، تطغى الانحيازية والطائفية، بل إن في بعض أطروحاتهم استحلاب للأزمات، ولا يناقشون المشكلة لحلها، بل يتوجهون باتهام بعضهم بعضا والتعدي على العرف السائد ومن المعلوم أن أعراف أهل الإسلام وأحوالهم راجعة لدينهم، وآدابهم».
وقال القطان: «وتوجه هؤلاء لسلب الأفكار وسلب المجتمع أثمن ما يملك لتصفية حسابات فكرية أو مواقف طائفية، وإنك تعجب كل العجب أن تكون لغة هؤلاء أشد تحاملا على أهلهم من لغة الصهاينة، بل قد يكون تربصهم بالدين وأهله، ويتخذون من الأحداث فرصة. ولا هم لكثير منهم إلا الحديث عن الجوانب المظلمة، يتحدثون بعواطفهم أكثر من عقولهم، ومكابرة لآراء المعارضين، ويضربون على وتر الماضي الذي لم يسلم منه أحد، أو تنديد لرموز على حساب رموز أخرى، أو إثارة لنعرات طائفية، في استعداءات فجة. وليس من المعيب أن يختلف الكتاب والخطباء في آرائهم وحواراتهم، ولكن المعيب أن تتحول تلك الكتابات والخطابات لتشاحن وتعد... أيها المسلمون هذه بعض التوجهات لبعض الكتابات».
وتابع «ثمة توجهات أخرى، إنها لا تكون صدى للإعلام المعادي في ترويج لحالات الذعر والهلع، وتضخيم للأحداث، والتنافس للسبق والنشر على حساب معلومة والتثبت من صحتها، وخصوصا إذا كانت هذه الواقعة ما يمس أهلها ومؤسساتنا ورجالاتنا وقيادتنا وسياستنا ومناهجنا. فترى بعضهم يتقبلون التقارير الأجنبية من غير تمحيص ولا تفسير، ومن المعلوم لدى المتابع أن إعلامهم يسير وفق سياسات وبإيعاز من أجهزة سرية، والغاية عندهم تبرر الوسيلة، والصدق تأتي بعد ذلك، وإن من العقل أن تأخذ كل أخبارهم وتقريراتهم بحذر شديد، وأن تقارن بالحقائق ومع ما يتوافر من معلومات أقرب للحقيقة وأبعد من التلفيق، وأن لا ينشر إلا ما يحفظ الأمن والوطن والمصلحة العليا هي المعيار».
العدد 2395 - الجمعة 27 مارس 2009م الموافق 30 ربيع الاول 1430هـ