أكد عدد من النشطاء البيئيين أنه في ظل الإهمال الذي يتعرض له خليج توبلي فإنه من المتوقع أن يختفي خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بسبب ازدياد عمليات الدفان التي تجتاحه.
وقال الناشط البيئي جاسم حسين «إن ما يحدث في الخليج الآن لا يبشر بالخير، إذ إن غالبية النشطاء البيئيين لا يرون أي أمل في الأفق عن احتمال إنقاذ هذا الخليج، وخصوصا أن المخطط النهائي لخليج توبلي الذي تم الإعلان عنه نهاية العام 2007 لم يتم العمل به، في الوقت الذي مازالت عمليات الدفان مستمرة في الخليج».
وتوقع حسين في حديث لـ»الوسط» أنه «بعد 4 أو 5 أعوام لن يكون هناك خليج يسمى خليج توبلي»، مشيرا إلى أن أنابيب غسيل الرمل التي تمتد على طول الخليج، إلى جانب وجود محطة مياه الصرف الصحي التي أدت إلى ارتفاع نسبة الوحل والطمي سيؤدي إلى تصحر بعض الأماكن في الخليج، مبينا أنه نتيجة التصحر فإن مساحة الخليج ستتقلص خلال الأعوام المقبلة.
كما أوضح حسين أن «مسألة التيارات المائية التي تمتد من جسر سترة إلى الخليج تحد من اندفاع التيار، لذلك فإنها تزيد من نسبة الطمي، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الأماكن المتصحرة في الخليج»، مبينا أن «ارتفاع الطمي أدى إلى حدوث ظاهرة الطين الأبيض الذي أصبح يغطي شمال وجنوب معبر المعامير والعكر من جهة خليج توبلي».
ولفت إلى أن ماء خليج توبلي أصبح يشكو وقت حالة الجزر من جفاف أرضه، منوها إلى أن هذه الظاهرة هي المرة الأولى التي يمر بها الخليج.
وذكر حسين أنه في ظل التجاوزات والتعديات الصارخة على الخليج وعدم وجود تجاوب المسئولين مع القضية فإن مسألة التصحر باتت أمرا محتوما على الخليج.
إلى ذلك أشار الناشط البيئي سعيد منصور إلى أن المستقبل الذي ينتظر خليج توبلي يوضح أنه سيكون أسوأ حالا من الآن، مبينا أن النشطاء البيئيين متخوفون من محو خليج توبلي من الخريطة بسبب عمليات الدفان.
وأوضح منصور أن «البيئيين يعتبرون خطط تطوير خليج توبلي خططا لإزالة الخليج، بسبب التجاهل والإهمال الذي يتعرض له الخليج في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الدفان والردم»، منوها إلى أن «المؤشرات تدل على أن البحرين ستخسر الخليج كما خسرت خليج عراد».
كما قال منصور «إن مشكلة خليج توبلي هي مشكلة غياب الجدية في حل مشكلة الخليج، فكل الوعود كانت مجرد أحاديث، في الوقت الذي يشكو فيه الخليج منذ السبعينيات من مياه المجاري التي تصب مياهها القذرة في الخليج والتي مازالت مستمرة إلى الآن(...) يجب أن تزال هذه المجاري اليوم، لإنقاذ ما تبقى من الخليج، على رغم أنه لم يبق شيء من هذا الخليج بسبب عمليات الدفان».
وأضاف «المشكلة الثانية التي يعاني منها الخليج هي استملاك السواحل التابعة إلى الخليج وهذه مشكلة لا تستطيع الحكومة نفسها أن تجد لها حلا، لذلك فمن الصعب أن تستطيع أية جمعية بيئية أن تقوم بتنظيف الخليج وخصوصا في ظل الاستملاك».
كما أكد منصور ضرورة وجود دليل ملموس بشأن المشاريع التي تطلق من أجل البيئة، لافتا إلى أن هناك العديد من المشاريع التي أطلقت من أجل إقامة المرافق وتوسعة السواحل، إلا أن المواطنين لم يروا هذه المشاريع على أرض الواقع، مطالبا بضرورة وجود خطة زمنية حتى يكون المواطن على دراية. منبها إلى أن الوعود كثيرة، إلا أن الأفعال مازالت قليلة.
العدد 2395 - الجمعة 27 مارس 2009م الموافق 30 ربيع الاول 1430هـ