اندلعت مواجهات ليل أمس بين متظاهرين انطلقوا في مسيرة من مأتم المرزوق في سترة مساء أمس (الجمعة) وقوات مكافحة الشغب وذلك على اثر تدخل الأخيرة لإجبار مسئولي الحسينية على إلغاء ندوة كان من المقرر أن يتحدث فيها عدد من الناشطين السياسيين المعارضين.
وأسفرت الاشتباكات التي دارت في أنحاء القرية عن اعتقال شابين وأصابة آخر في عينه اثر تعرضه لقنبلة صوتيه بعد أن أعادت قوات مكافحة الشغب انتشارها في سترة للتصدي للمسيرة بعد ساعات من انتشار مماثل في محيط حسينية المرزوق، حيث أوضح القائمون عليها أن رجال الأمن أخطروهم بأن الندوة غير مرخصة وأن إقامتها تعرض الحسينية لتدخل قوات الأمن لفضها بالقوة، وتوافق القائمون على الندوة على إلغائها تجنبا لتعريض الحاضرين للخطر وخاصة أنه كان متوقعا أن تستقطب المئات.
قرار إلغاء الندوة أثار استياء عدد من الذين تجمعوا لحضورها، حيث انطلقوا في مسيرة استنكارية لقرار المنع، وكان من المفترض أن تدشن الندوة الخطوة التالية من الفعاليات الاحتجاجية السلمية للناشطين السياسيين والدينيين الذين كانوا قد أعلنوا إضرابهم عن الطعام احتجاجا على حملة الاعتقالات التي طالت عددا من النشطاء السياسيين من بينهم أمين عام حركة حق حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد وتوجيه تهم للناشط السياسي عبدالجليل السنقيس ضمن ما يعرف بقضية «الحجيرة» التي تتهمهم السلطات فيها بالتخطيط للقيام بتفجيرات أثناء احتفالات العيد الوطني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
من جانبهم أصدر الناشطون السياسيون الذين كان من المزمع أن يتحدثون في الندوة، ومن بينهم الشيخ عبدالجليل المقداد، بيانا صحافيا إثر منع الندوة قالوا فيه إن السلطة بمنع الندوة «تغلق الأبواب أمام الأساليب والوسائل السلمية في التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق وممارسة الاحتجاج المشروع» .
وقال البيان «اتخذ القائمون على التحرك قرار إلغاء الفاعلية استجابة للمصلحة العامة، على رغم أنهم كانوا على أهبة الاستعداد لتنفيذ الفعالية». وأضاف أن «جوهر التحرك هو الالتزام بالتكليف الشرعي، وأنه بحجم قضايا الوطن ومصيره، فالتحرّك ماضٍ في طريقه حتى تتحقق المطالب الشعبية العادلة».
العدد 2395 - الجمعة 27 مارس 2009م الموافق 30 ربيع الاول 1430هـ