العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ

"أدونيس والحلاج" وبينهما ثلاث صبايا

في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة

المحرق - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

لا حركة سوى السكون لذلك الهيكل الآدمي للصبايا الثلاث اللاتي وقفن وحولهن الظلام في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء الاثنين 3 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ثلاث صبايا كانت ملامحهن توحي بمزيج من الخوف والقلق والرعب والرغبة في التعلق والتحرر في آن واحد. وهن يؤدين المشهد الأول من مسرحية "أدونيس والحلاج" وكن نعمى عمران "غناء" حلا عمران ورندا "تمثيلا" أمل عمران "إخراجا" والتي استحضرت فيها نصوصا متفرقة للحلاج وأدونيس. إذ كانت هناك علاقة وثيقة بين الاثنين، فهناك خيط متموج من المشاعر والأحاسيس تنبئ به وجوههن، هو الحب والهيام الذي يمسكهن أم أنه الخوف مكبل لهن؟! ربما وجدن في ما شعر به الحلاج شيئا ما يعتمل في نفوسهن، ذلك ان الصبية الأولى ما برحت في تمتمة دائمة وتأوه مستمر والبنت الثانية ما فتئت تلقي بشعر الحلاج بخشوع: "رأيت ربي بعين قلبي فقلت من أنت قال أنت، فليس للأين منك أين وليس أين بحيث أنت، أنت الذي حزت كل أين بنحو لا أين أين أنت، وليس للوهم منك وهم فيعلم الوهم أين أنت" وان الثالثة كانت لتصدح مقرورة بشعر أدونيس وتتجاوب الأولى معهما في لحن جنائزي عميق لتتحرك الشخوص بعد ذلك في فضاء الحلاج وأدونيس فتلك تحكي وتلك تجيب والثالثة بينهما تغني".

تقول مخرجة العمل أمل عمران متحدثة عن هذه التجربة وتجاربها السابقة "ان تجربتي الأول بهذا الصدد كانت متعلقة بشعر الجاز اذ كانت عندي رغبة حقيقية بالعمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور من الشباب والشيوخ ومن كل الأجيال للاستماع إلى الشعر الذي يفقد قيمته الآن مع أن هناك الكثير من الشعراء المهمين. لذلك كان بحثي عن طريقة يستطيع الشعر من خلالها أن يلج الى جميع الحواس فيستمع إليه الفرد منا ببصره وليس بأذنه فحسب. وتجربتي الأولى كانت بها مخاطرة كبيرة منذ عملي على فصل مسرحي بعنوان: "الجحيم" إذ قوبل العرض بترحاب وبتعدد آراء بشأنه ما شجعني على المضي قدما فيه وعلى البحث بشكل أكثر جدية في التراث وأصالة التاريخ للخروج بشيء جديد فرجعت إلى التاريخ والتاريخ الإسلامي تحديدا والسبب أن مجتمعاتنا إسلامية ومن المهم كي يتفاعل الناس من هذه المجتمعات مع ما نطرح أن يكونوا على علاقة به وقريب من ذاتيتهم".

وتضيف "عندها برز سؤال لدي عن طريقة تحويل كل ذلك إلى لغة مسرحية مفهومة. اذ إنه بالنسبة إلي كان العمل على المسرح ولايزال أشبه بالتصوف فليس عملا للشهرة وهذا ما دفعني للبحث أكثر فوجدت عملا آخر في نص لشاعرة سورية فولجت إلى تفصيلات أكثر لها علاقة بكحل وألم المرأة مع اهتمامي بعدم حصر نفسي في عمل نسائي وانما بخط انساني وهو ما تطلب مني ومن أعضاء الفرقة البحث الدؤوب عن شيء تضعه في قلبك وتخرج منه بشيء تعتبره جزءا من لغتك المسرحية. وانني لأشعر أني كونت مفرداتي المسرحية بمسرحية "أدونيس والحلاج" وهو انطلاقة لعمل شعري آخر في المستقبل الأمر الذي يمثل اهتمامي ونقطة ارتكازي التي أعمل عليها وهي طاقة واشعاع الكلمة أولا وأخيرا ويكون الجسد خادما للكلمة وكل المفردات الأخرى تطوع نفسها من أجل الكلمة لأننا في الواقع نفقد شيئا فشيئا حلاوة وزخم الكلام وقدرته على التغيير"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً