العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ

"القفاص" لم يظلم النواب... وأملي ألا أكون ظلمتهم !

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

أخواننا السادة النواب "كما يحب غالبيتهم أن نسميهم" هم يحسبون حسابات أعتقد أنها مختلفة جدا عن الحسابات التي يحسبها بعض أفراد المجتمع الذين صوتوا لهم حيث هم تسببوا "أو هي مقتضيات الديمقراطية وألعابها وحيلها وتكتيكاتها التي رضينا بها" أن يصل من هم أقل من الكفاءة التي كان يطمح لها على الأقل ممن صوتوا، وإلا ما معنى النتائج التي نراها من النواب على رغم اهتماماتهم ودرجاتهم العلمية المختلفة والتي يصل بها أحدهم الى الدكتوراه! وهذه النتائج وإن كانوا يتغنون بها أيا كانت وأيا كان حجمها فهي غير محسوسة بتاتا لرجل الشارع "أنا وأنت" الذي أوصلهم الى هذا الكرسي.

في بداية المشوار البرلماني وفي خضم حجم المطالبات التي كان يطالب الناس بها وتلهفهم عليها مقرونة بحماسهم الملتهب، صار نوابنا يردون على هذا "الاستعجال" بأن يمهلهم الناس الوقت القليل أو الكافي "في نظرهم" الذي يمكنهم من توقيف التجربة البرلمانية على قدمها، والوقت الذي يمكنهم من أن يرتبوا بيتهم من الداخل ويكملوا البنية التحتية لهذا الصرح "الكبير"! وبعد مضي أكثر من سنتين... وأخال النواب قد جهزوا بيتهم وبنيتهم وقاعدتهم "من وجهة نظرهم"، فتراهم أول ما يبدأون سيبدأون بأنفسهم كخطوة أخرى مباشرة بعد ترتيب بيتهم المتهالك! ولا تخلو هذه المرحلة من بعض البهارات مثل استجواب وزير أو هوشة هنا وتلاسن هناك... فصاروا يتسابقون تارة لعيدية وتارة لهدية لا يعلم إلا الله عنها، وأخرى تأمينات اجتماعية لهم وأخرى تقاعدية... ولا هم عارفين من أين يبدأون والى أين يريدون أن يصلوا، وما أن يزيد عليهم ضغط الشارع ترى بعضهم يركض بمشروع وهمي ذي مسميات مختلفة هدفها واحد لا محال وهو تصوير وإثبات بأن الشعب البحريني فقير! ليظهر لك بعضهم باقتراح 500 دينار وآخر بالبونس "أبوالمشكلات" لا والادهى من ذلك يوم احتاج النواب لفتح موضوع التأمينات على أنفسهم ردوا وفتحوا موضوع البونس للمراجعة وطرح مشروع الـ 500 دينار مرة أخرى، وكأنهم يقولون للناس واحدة بواحدة.

كثيرة هي الاساليب الرقابية المغيبة في هذا المجلس وإن استخدمت فستستخدم في حدود قليلة توصف بأنها خجولة! أرى كثيرا من النواب بدأوا حملتهم الانتخابية القادمة من الآن... وآخرون يائسون... بل هم مكتفون ولا يمنع من المواصلة في المطالب الشخصية التي سيستفيدون منها الى الابد وهي غير محددة المدة، فالمطالب الوقتية تم الحصول عليها من سيارة وعلاوات لا حصر لها وتوظيف أقارب... ويبقى العمل على المطالب بعيدة المدى.

من هنا يستحضرني مشهد من إحدى مسرحيات محمد القفاص إذ يشبه رحلة النواب في الأربع سنوات بأربع مراحل يبدأها بالهواش على تعديل واجهته من بيت وسيارة وبشت! والمرحلة الثانية هو الصراع على الراتب وتعديل "حجمه" ومميزاته، والمرحلة الثالثة هي العمل على التأمينات الاجتماعية والمعاشات التقاعدية "والتي نحن فيها الآن" والمرحلة الرابعة هي العمل على الدورة الجديدة القادمة برفع الشعارات الانتخابية وتبني بعض من قضايا الشعب الحساسة "التي لا ذكر لها طوال الأربع سنوات" ورفع البالونات الوهمية الفارغة والعمل على بث الاشاعات على نفسه لرفع سهمه في المجتمع.

فقد صدقت يا محمد القفاص... وأملي ألا أكون صادقا في كلامي، لأن هذا كلام الشارع.

لقاؤنا بكم يتجدد الاثنين المقبل إن شاء الله..

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً