تحتاج وحدة العناية القصوى في مجمع السلمانية الطبي إلى عناية قصوى، فعندما تراقب وضع العناية القصوى في السلمانية عن قرب سيكون أكثر المناظر إيلاما رؤية الموت محدقا بقوائم الانتظار التي تنتظر خلو أحد تلك الأسرة الأحد عشر فقط، وأكثرها إيلاما أيضا رؤية مريض لم يمت بعد إلا أنه قاب قوسين أو أدنى من الموت ومجمع السلمانية عاجز عن توفير سرير في محاولة جادة حتى لو كانت فاشلة لإنقاذه من الموت، وإشعاره بآدميته الغالية.
وزيرة الصحة افتتحت أمس وحدة جديدة خاصة بالأطفال وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لانتشال براءة الطفولة من على قائمة الانتظار التي تصل يوميا إلى أربعة أحياء بينهم وبين الموت أمتار معدودة كالأمتار التي تبعدهم عن وحدة العناية القصوى.
كل المعطيات تشير إلى أن الموازنة إن لم تكن هي كل السبب في ذلك فهي الجزء الأكبر منه، فهل يمكن أن تكون الفلوس أغلى من النفوس، وإلا فلماذا يبقى الوضع على ما هو عليه.
وضع كهذا وفي بلد كهذا ربما لا يصدق بسهولة، إلا أن كل عائلة التهبت كبدها، وجفت مدامعها وهي تنتظر سريرا في العناية القصوى لمريضها الذي يلتقط الأنفاس التقاطا، ويخبر جهارا نهارا أنه يحتاج إلى العناية القصوى، إلا أنها ممتلئة، تلك الأسر تصدق ما أقول وما أكثرهم.
بعد ذلك كله هل سيتم التعجيل ببناء وحدة العناية القصوى الجديدة التي يتحدث عنها المسئولون أم ستبقى هذه الوحدة وحيدة لا يختلف حالها عن المرضى الذين ينتظرون دخولها على قائمة الانتظار، لتصبح هي الأخرى على قائمة الانتظار لدخول العناية القصوى
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ