قتل مسلحون محافظ العاصمة العراقية بغداد علي الحيدري كما قتل انتحاري 10 عراقيين قرب المنطقة الخضراء بينما لقي خمسة أميركيين مصرعهم أمس. وحث الرئيس العراقي غازي الياور الأمم المتحدة أمس على النظر فيما إذا كان على البلاد أن تمضي قدما في الانتخابات.
وأعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية ان مسلحين مجهولين قتلوا أمس محافظ بغداد علي راضي الحيدري واحد حراسه الشخصيين في غرب بغداد. وأوضحت المصادر ان "الاعتداء وقع بعد العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي بينما كان المحافظ يتنقل في موكب بين منطقتي الحرية والعدل العاصمة العراقية ". وأضافت ان "أربعة آخرين من حراسه الشخصيين قد أصيبوا بجروح". وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول معبرا عن حزنه لاغتيال الحيدري في مؤتمر صحافي في جزيرة بوكيت بجنوب تايلند "يظهر هذا مرة أخرى أن هناك قتلة وإرهابيين وعناصر تنتمي للنظام السابق في العراق لا تريد إجراء انتخابات. يريدون العودة الى الطغيان وهذا لن يحدث". وكان الحيدري قد نجا من محاولة اغتيال سابقة في سبتمبر/ أيلول الماضي.من جانبها أعلنت مجموعة الزرقاوي أمس في بيان على الانترنت مرفق بشريط فيديو تبنيها اغتيال المحافظ.
على صعيد متصل، لقي 10 عراقيين على الأقل غالبيتهم من الشرطة حتفهم وأصيب نحو 60 آخرين بينهم مدنيون جراء انفجار شاحنة وقود حاول قائدها إقحامها احد مقرات وحدة المغاوير التابعة إلى وزارة الداخلية في ساحة النسور ببغداد في وقت مبكر من صباح أمس.
وأعلنت مصادر أمنية مقتل ستة جنود ومهاجم عراقي وسائق شاحنة تركي أمس في هجمات متفرقة وقعت شمال بغداد. وأعلن الجيش الاميركي في بيان له مقتل ثلاثة جنود اميركيين في انفجار عبوة ناسفة في المنطقة ذاتها ما يرفع عدد القتلى من الجنود الاميركيين أمس الى خمسة. اذ قتل في وقت سابق احد الجنود وأصيب آخر بجروح في انفجار قنبلة يدوية الصنع قرب بلد. كما قتل صباح أمس جندي اميركي في محافظة الانبار، بينما أكد مكتب الشئون الخارجية البريطاني مقتل ثلاثة مدنيين بريطانيين في انفجار ببغداد أمس الأول.
وفي بعقوبة أعلن مصدر في الشرطة العراقية ان مسلحين مجهولين اغتالوا عضو مجلس بلدي سابق أمس. وقال المصدر ان "مسلحين مجهولين اغتالوا ظافر سامي عضو المجلس البلدي السابق لمدينة الخالص"، في وقت قال فيه شهود ان قذيفتين سقطتا في ساحة مسجد ببغداد إذ كان رجال دين ورجال سياسة من السنة مجتمعين لمناقشة الانتخابات التي يريدون تأجيلها. ولم يصب أحد. وقال مصدر في الشرطة ان عبوة ناسفة انفجرت وأدت الى مقتل ثلاثة أفراد من عناصر الحرس الوطني وجرح اثنين آخرين شمالي بغداد أمس.
وفي النجف رفض قائد شرطة المدينة اللواء غالب الجزائري تنفيذ الأمر القاضي بنقله الى بغداد بسبب تصريحاته التى اتهم فيها سورية بالتورط فى الهجوم الأخير فى النجف، وقد صدر أمر بالقبض عليه.
في غضون ذلك، حث الرئيس العراقي غازي الياور الأمم المتحدة أمس على النظر فيما إذا كان على البلاد أن تمضي قدما في الانتخابات المقررة في 30 يناير/ كانون الثاني الجاري على رغم أعمال العنف التي قد تثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم.
وقال الياور انه ما من شك وباعتبار الأمم المتحدة مظلة مستقلة للشرعية عليها أن تتولى المسئولية من خلال تحديد ما إذا كان التوقيت ممكنا أم لا.
وقال الياور ان الانتخابات ستفشل إذا ما استمرت أعمال العنف بالمعدل الحالي.
من جانبه اكد وزير الخارجية هوشيار زيباري ان الانتخابات ستجري في موعدها ، داعيا العالم الى إرسال مراقبين للإشراف عليها
العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ