تستضيف البحرين في النصف الأول من العام الجاري مؤتمرا لشركات مصنعي الكابلات العربية بهدف تذليل العقبات التي تعترض نمو هذه الصناعة المنتشرة في العالم العربي ووضع خطط لمواجهة المنافسة الشرسة التي تتعرض لها في ظل تحرير التجارة العالمية.
وسيبدأ أول مؤتمر لهذا التكتل في البحرين في 26 ابريل/ نيسان المقبل ويستمر يومين ويحضره أكثر من 100 مسئول ومهتم في صناعة الكابلات.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة تطوير صناعة الكابلات في الوطن العربي والنقل البحري والبري وتبادل الخبرات بين الشركات العربية ومواجهة سياسة الإغراق في الأسواق العربية من قبل الشركات الأجنبية وإنشاء مختبرات تتولى إصدار شهادات المطابقة للمنتجات العربية.
كما سيبحث المؤتمر كذلك توحيد المواصفات الفنية العربية وتنسيق طاقات الإنتاج في الدول العربية على أساس التكامل البناء وليس التنافس الضار والإغراق.
العضو المنتدب في شركة ميدال للكابلات المحدودة حامد الزياني أبلغ الصحافيين ان أول مؤتمر لهذا التكتل سيناقش قضية رئيسية تتمثل في عدم وجود طرق برية أو بحرية مباشرة ومضمونة بين جميع الدول العربية ما تمثل سببا مباشرا في ضعف التجارة البينية.
وقال الزياني الشحن البري والبحري بين الدول العربية هو واحد من أكبر المعوقات. وأضاف يقول فمثلا ان الشحنات إلى مصر تذهب إلى أوروبا أولا ومن ثم يعاد شحنها إلى مصر "وبدلا من أن تكون جدة وبورسعيد تكون في اليونان".
ومضى الزياني يقول "إن كلفة الشحن إلى اليابان والصين أرخص من كلفتها إلى مصر".
وبسبب عدم وجود خط ملاحي أو بري بين دول المغرب العربي التي كانت تنادي بإنشاء خطوط مضمونة في العالم العربي فإن التجارة مع بقية الدول العربية ضعيفة جدا. ولهذا السبب فإن ثلاثة أرباع تجارة دول المغرب من ضمنها تونس والمغرب والجزائر هي مع الدول الغربية.
ويضم التجمع 38 شركة من مختلف الدول العربية من ضمنها مصر والمملكة العربية السعودية وتونس والأردن وسورية ولبنان والمغرب والجزائر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والعراق والكويت والسودان وليبيا.
وتحتضن بغداد المقر الرئيسي لاتحاد الصناعات العربية ولكن بسبب الأحوال الأمنية غير الملائمة فقد انتقل إلى القاهرة. كما يوجد مكتب كذلك في تونس.
وكان مصنعو الكابلات العربية قد اتفقوا في اجتماع عقد في القاهرة في شهر ابريل العام 2004 على تكوين تكتل باسم "تجمع صانعي الكابلات العربية". كما اتفق على أن يكون المقر العام للأمانة التنفيذية في البحرين.
وقسم العالم العربي إلى ثلاث مناطق هي منطقة الخليج ويمثلها حامد راشد الزياني ومنطقة الشرق الأوسط ويمثلها غسان بلبل بينما يمثل منطقة شمال إفريقيا جمال الدين علي تركي.
ومن بين أبرز المتحدثين في المؤتمر المصري جمال الدين البيومي الذي كان كبير المفاوضين مع الاتحاد الأوروبي. كما يشارك في المؤتمر بنك التنمية الإسلامي ومقره جدة والذي يلعب دورا رئيسيا في تمويل التجارة البينية بين الدول الإسلامية وجاسم المناعي الذي سيتحدث عن تمول التجارة البينية بين الدول العربية.
وقال الزياني إن المؤتمر سيركز كذلك على تكامل صناعة الكابلات في الدول العربية بدلا من المنافسة وإفساح المجال أمام الشركات لإغراق الأسواق بالمنتجات نفسها.
وأضاف يقول إن هناك مؤسسات عربية قادرة على ضمان الاستثمار في مختلف الدول العربية من ضمنها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار ومقرها الكويت والقادرة على تقديم ضمانات للمستثمرين.
وبسبب عدم التكامل في الوطن العربي فإن شركات مختلفة تنتج المنتجات ذاتها تتنافس فيما بينها ما يضعف قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية خصوصا مع فتح الحدود أمام التجارة الحرة
العدد 852 - الثلثاء 04 يناير 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1425هـ
