العدد 851 - الإثنين 03 يناير 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1425هـ

"مختارات من القصص الإسرائيلية"

رام الله - محمد أبوفياض 

تحديث: 12 مايو 2017

ومن مقدمته نختار: إن ما يدفعنا إلى اقتحام المجال الإبداعي لدراسة المجتمع الإسرائيلي، هو أن يكمل، أو على الأصح يثري مجالات الدراسات الأكاديمية التي تعني عادة بالظواهر وتتناولها بالتحليل كظواهر اجتماعية أو سياسية أو فكرية، ولكن مجالات الإبداع، وبالذات القصص القصيرة والروايات، فإنها تقدم التفاصيل الصغيرة المستترة خلف الظاهر أو في بواطنها، وهذه القصص المنشورة في المجموعة اختيرت لعدة اعتبارات منها، ان مؤلفيها ينتمون إلى جميع الأجيال الأدبية ممن بدأوا قبل العام 1948 وحتى نهاية التسعينات، ولذلك فإن متابعتهم تقدم رؤية تاريخية يمكن من خلالها قراءة المشهد الإسرائيلي بتفاصيله الصغيرة التي رآها الكتاب بالعين المجردة، والتي تركت عليهم أثرا دفعهم إلى ترجمتها إلى نصوص أدبية. ثانيا: لا نقدم في هذه المجموعة الأسماء الأدبية التي لمعت خارج اللغة العبرية وتحولت إلى رموز: مثل "س. يزهار" و"عاموس عوز" و"أ. ب يهوشواع" و"ديفيد غروسمان" و"سامي ميخائيل"، وهي أسماء أصبحت معروفة بشكل واف للقارئ العربي، لقد اخترنا أسماء جديدة منها من هو معروف جدا للقارئ العبري، ولكن لم يترجم أي من إنتاجهم القصصي إلى العربية، فـ "يهوديت هندل" و"عماليا كهانا كرمون" و"بنيا سري" هم كتاب مخضرمون ولهم موقع بارز في الأدب العبري لكن الترجمة العربية أهملتهم مع أن لكل منهم خصوصيته وخلفيته ورؤيته الحادة للواقع الإسرائيلي. ثالثا: حاولنا في هذه المجموعة تقديم تشكيلة الانتماءات الإثنية للكتاب الإسرائيليين، انطلاقا من رؤية راسخة أن الخلفية الثقافية القومية الإثنية تنعكس بشكل بارز في كتابات أي مبدع وهو لا يستطيع أن يتجرد منها، وهي تشكل مركبا مهما في بنية نصه الأدبي ومضمونه ومغازيه، وبما أن المجتمع الإسرائيلي مركب من انتماءات قومية وإثنية مختلفة فلابد أن يكون هذا الاعتبار عاملا مهما في عملية الاختيار من وجهة النظر الانتروبولوجية، وهذه وجهة نظر مركزية في اختيارنا لكاتب من أصل روسي مع كاتبة من أصل ألماني مع آخر من أصل يمني وآخر مصري ومغربي، ومع من ولد في هذه البلاد، كل منهم يقدم شيئا من عالمه وانتمائه الأصلاني وبالتالي المكتسب في الواقع الإسرائيلي.

رابعا: جميع هؤلاء الكتاب لا يكتبون القصة القصيرة فقط، بل إنهم يمارسون العمل الإبداعي في مجالات إبداعية مختلفة وربما انهم اشتهروا بمجالاتهم الأخرى أكثر من القصة والرواية، ولا شك أن الخلفية المسرحية والسينمائية لهؤلاء الكتاب تضيف زاوية رؤيا دقيقة ومكثفة على كتاباتهم القصصية ولأننا نهتم في هذه المجموعة بالتفاصيل الصغيرة والمستترة في المجتمع الإسرائيلي فإن ما يقدمه هؤلاء الكتاب في نصوصهم يخدم الهدف من وراء هذا الكتاب





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً