نهاية عام. .. هي بالضبط بداية عام آخر جديد في شكله فقط، وبحكم الخبرة هو لا يكون عاما آخر مختلفا ولو بشكل جزئي من حيث المضمون، فالمشكلات التي تعاني منها الشعوب "كل الشعوب تقريبا" هي نفسها لم تتغير أو تتبدل أو حتى تتجدد لا بالكم "الهائل" على رغم أهميتها... ولا بالكيف المعقول على رغم قلته أيضا، ولا حتى من حيث محاولة تقديم الحل الأمثل على الأقل... وما المتغير هنا إلا الكم الهائل المهول من عدد الساعات والأيام التي ضاعت ومازالت تضيع من عمرنا ولا هو بيدنا تغيير حالنا أو حال من هم حوالينا على رغم سعينا الدؤوب إلى ذلك.

الشيء الوحيد المتغير هنا هو التاريخ الذي نكتبه في كراساتنا ونراه في بعض الساعات التي نلبسها في معاصمنا، وإلا ما المتغير في أرقام حساباتنا "نحن" وأرقام قروضنا في المصارف "الربوية المباشرة وغير المباشرة" المنتشرة في البلد طولا وعرضا، وما هو المتغير في أرقام رواتبنا وعلاواتنا وعدد مميزاتنا "بالأرقام" مقارنة بالأجنبي، وما المتغير كذلك في تفكير أنظمتنا بطرق التعامل معنا على جميع المستويات والاصعدة بحسابنا متهمون حتى تثبت إدانتنا!

إن حسنات التطور الواقعي الذي نلمسه غير تلك الخيالية التي نقرأ عنها أو تلك التي كانوا يعلموننا إياها في المدارس... فالكل يتطور بما هو يريد... أو إن صح التعبير بما "هم" يريدون! فالغني يزداد غنا... والفقير يزداد فقرا وجوعا... وهذا خلل في المجتمع وخلل أكبر في الإدارة، فقد وصل الحال بنا إلى أن نصبح مثل كثير من الدول أو الجمهوريات الديمقراطية الفقيرة مثل سريلانكا والهند في بعض مواصفاتها!

السنة الجديدة هذه مثلها "بالنسبة إلي على الأقل" مثل كل وأية سنة جديدة سابقة ولاحقة لا فرق! هي فقط فرصة من خلالها أجلس لأفتح ملفاتي العتيقة الجديدة... لأجدني أنا الخاسر الأول... فتلك الأهداف والطموح التي وضعتها وكتبتها في تلك القائمة الطويلة في بداية "نهاية" العام الماضي إن أحببتم أن تسمونه، هي نفسها بالضبط لم تتغير بل كل ما فعلت هو أني غيرت تواريخها القديمة بتلك الجديدة كما فعلت من قبل بالضبط... فالقائمة كبيرة هي قائمة تتشابه لدى كل البحرينيين وإن لم يكونوا كلهم فأنا أضمن الغالبية الساحقة... فهذه القائمة أول ما تتضمن هي البيت الذي مات مطالبوه وهم ينتظرونه من الإسكان أو هي تلك الأرض التي نموت ونحن ندفع قيمتها وقيمة جميع الأراضي من حولها من فرط سعرها المبالغ فيه من جهة ومن فوائد المصارف وحتى الحكومية "المدعومة" المبالغ فيها بشكل جنوني يعرفون سببه ولا يريدون حلها!

عموما... لا أحبذ أن أنكد عليكم بداية السنة... ولكن أتمنى أن ألقاكم السنة المقبلة إن شاء الله... وقد تحقق "شيء واحد" على الأقل من حلمكم الذي تتفقون عليه سواء تم تسجيل هذا الحلم في قائمتكم التي عدلتم تواريخها... أو أحببتم أن تحتفظوا بهذا الحلم في رأسكم تستذكرونه كل يوم! ألقاكم الأربعاء المقبل على خير