مع حلول كل عام جديد يتطلع كل إنسان إلى التغيير نحو الأفضل. ويأمل المواطن العربي في مشاهدة تطورات ديمقراطية في محيطه السياسي. لقد قرعت الديمقراطية أبواب العالم العربي العام الماضي لكن لم تجد على ما يبدو أحدا يفتح لها.

وعلى رغم أنها جاءت في ثوب أميركي "والصناعة الأميركية هي المفضلة" يتمثل في مشروع "الشرق الأوسط الكبير" لكن بددها صدود الأنظمة العربية. وعلى رغم أن البعض يتعذر بأنه لا يريد ديمقراطية مستوردة، فإن تلك الحجة واهية. فالديمقراطية هي الأمثل من أية جهة جاءت. فلماذا نقبل بكل ما هو مستورد ما عدا الإصلاح والديمقراطية.

فاليوم تحيط ديمقراطيات كثيرة بالمنطقة، وهي دول قطعت شوطا كبيرا في النهج الحضاري. فها هي أوروبا الشرقية التي كانت قبل عقد ترزح تحت نير الديكتاتوريات في عهد الاتحاد السوفياتي اقتحمت النادي الأوروبي بعد أن طبقت المبادئ التي وضعها اتفاق كوبنهاغن كمعايير للدخول إلى الاتحاد. وتحركت سريعا نحو انتهاج سياسة الأسواق المفتوحة. وتحيط بالعالم العربي أيضا دول ديمقراطية أخرى لا يسع المجال لذكرها.

الآن هناك فرصة للتحول نحو الأفضل وخصوصا إذا جرت انتخابات حرة ونزيهة في فلسطين والعراق. ففي فلسطين التي تتخذها الأنظمة كحجة لإعاقة أي إصلاح وتغيير، يمكن أن تحدث معجزة إذا احتكمت جميع الفصائل إلى صندوق الاقتراع والمسيرة الانتخابية.أما الانتخابات العراقية فهي وسيلة للاستقرار إذا تم تأجيلها لفترة قصيرة ريثما تقنع الحكومة المؤقتة الأحزاب المقاطعة بالمشاركة وإلا فإنها ستكون نغمة إذا جرت في التاريخ المقرر، وبنتيجتها تكون هناك فرصة أخرى لإحلال الديمقراطية ذهبت سدى.

من الواضح أن العالم العربي منقسم إلى شقين، الأول ينتهج خطوات وإن كانت بطيئة للوصول إلى ديمقراطية، والثاني لايزال غائبا كليا عنها ويحاول أن يثبط الأول. إذا ما الحل؟ إن الحل يكمن في الشعوب ومنظمات المجتمع المدني التي لابد أن تدع انتظار القنوات الرسمية في تطبيق الإصلاح والديمقراطية وذلك من أجل المستقبل للجميع وخصوصا الأجيال المقبلة