نجحت دولة قطر بامتياز وبمرتبة الشرف في تنظيم خليجي "17" من جميع الجوانب ولم تترك أية سلبية أو أية ثغ
ما الذي فعلته قطر حتى استطاعت أن تنال مرتبة الشرف بامتياز في النجاح الباهر لخليجي "17"؟ والنجاح الذي تحقق ليست فيه كلمات نجامل فيها كما تكون العادة في الكثير من التجمعات أو المؤتمرات أو حتى الدورات الرياضية ولكن بشهادة جميع الإعلاميين والوفود بجميع أطيافها أكدوا حسن التنظيم والضيافة وقوة المستوى الفني في أكثر المباريات مجملا بالحضور الجماهيري المتميز، جميعهم شهدوا للدورة بنجاحها، فنحن نعتقد أن هذا النجاح لم يأت من فراغ أو جاء بالحظ أو بضربة معلم كما يقولون فهذا الافتراض مرفوض تماما في مثل هذه الظروف.
الاهتمام الكبير بضيوفها وتوفير المناخات المناسبة من مواصلات لجميع الوفود الرسمية وحتى غير الرسمية ما جعل الاستقرار النفسي عاملا مؤثرا لنجاح البطولة إضافة إلى وجود المراكز الإعلامية المجهزة بالأجهزة الحديثة من إنترنت وفاكسات تقوم بخدمة الضيوف، شباب وشابات من قطر تحت الأمر والطاعة والخدمة لجميع وفود الفرق الخليجية إضافة إلى وجود هذه المراكز في كل النقاط التي تخص البطولة في الفنادق الأربعة رمادا "الإعلاميين"، انتركونتننتال "المجموعة الأولى للفرق الخليجية"، الشيراتون "المجموعة الثانية للفرق الخليجية" وريجز "رؤساء الوفود" وفنادق الألعاب المصاحبة لخليجي "17" "اليد، السلة والطائرة" إلى جانب ملعبي السد والريان لكرة القدم وصالات الغرافة والسد والريان، فجميع هذه المراكز الإعلامية تحت خدمة جميع الوفود الإعلامية والوفود الرسمية طوال 24 ساعة، فمن هذا المنطلق لم يشعر أي فرد من أبناء المنطقة أو غيرها بسلبية تؤخذ على الاخوان في قطر بل كان الشباب هناك متفهما لعمله وتطوعه وكان خير عون ومساعدة لتسيير ما يريده الإعلاميون واللاعبون والإداريون من دون كلل ولا ملل وفق الامكانات الهائلة والمذهلة التي تجعلك في خيال واسع المدى بأنك لست في قطر وإنما في بلد أوروبي.
لن أنسى تلك الأيام التي قضيتها في الدوحة وشاهدت بأم عيني تلك اللوحة الجميلة والمتكاملة من العطاء غير المحدود لشباب قطر وهم يرسمون النجاح بطيبتهم وخفة دمهم وبساطة إنسانيتهم وسرعة التأقلم معهم وهذه الحال جعلتنا نشعر وكأننا أبناء هذه الدولة التي عرف عنها النجاح المستمر.
ودائما البحث عن الجديد المفيد يقود إلى عالم النجاح من دون شك أو ريب كما كانت كذلك قطر.
ففي الدوحة جلست مع زميلي علي الباشا نبحث معا عن سلبية في التنظيم والضيافة فصارت كل الجوانب كاملة ومتكاملة حتى الجانب الأمني المهم كان حاضرا وبقوة ما جعلنا نعيش الاطمئنان والاستقرار النفسي إلى جانب التنقل بين الفنادق المذكورة آنفا والملاعب والصالات الذي كان يسيرا وسهلا ولم نجد فيه أية صعوبة ما أعطانا الفرصة الكبيرة في التغطية الشاملة من دون صعوبات أو معوقات تذكر، فلهذا نقول وبملء الفم نجحت قطر وأحرجت اخواتها في الدول المجاورة لحوض الخليج.
فلذلك نحن نطالب الدول الأخرى ومنها الإمارات في البطولات المقبلة أن تبحث عن الجديد والمفيد من غير إسفاف وأن تتفوق على ما قدمته قطر من امكانات هائلة ومذهلة بإمكانات أخرى وبأفكار إبداعية تجعلنا نشير لها بالبنان وما أروع الشباب الخليجي إذا قام يفكر في طرق النجاح مبكرا، وإلى ذلك أتمنى من المسئولين في البحرين أن يستفيدوا من تجربة قطر لكي ينطلقوا منها إلى عالم النجاح بالامكانات المتاحة بتسخير الطاقات البشرية والمادية في خدمة البطولة ونجاحها وترك الأمور الترقيعية غير المجدية وإفساح المجال إلى العقول الابداعية لترسم طرق النجاح بإمكاناتها المتاحة
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 848 - الجمعة 31 ديسمبر 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1425هـ