تواصل العمل في إقامة 74 عاموداً لتشييد جسر نهر «نيغرو» الهادف إلى ربط مدينة ماناوس بالمدن والبلديات المجاورة، ولكن دون أن تثار أي احتجاجات تذكر من قبل المنظمات البيئية والهيئات الاجتماعية ضد زحف العمران وسط الغابات الأمازونية.
ويعتبر الجسر، الذي يبلغ طوله 3,595 متراً، رمزاً على انتصار السيارات على حركة التنقل والنقل النهريين، وسيربط مدناً يفصلها نهر نيغرو وتشكل في الواقع ما يعرف باسم «منطقة ماناوس الكبرى» التي تأسست في العام 2007 بقرار من سلطات ولاية الأمازون، كبرى الولايات البرازيلية مساحة وموارداً غابية ومائية.
يذكر أن مدينة ماناوس تحتضن 1,7 مليون نسمة؛ أي نصف سكان ولاية الأمازون الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية.
هذا وتتضارب المواقف بشأن منافع هذا الجسر وأضراره. فمن ناحية، يشير عدد من الخبراء إلى أن هذا التوسع العمراني في الأمازون سيتسبب في زيادة عمليات قطع أشجار الغابات، وتكثيف الضغط على المناطق الطبيعية المحمية والهشة كمجاري المياه والمستنقعات، ورفع أسعار الأراضي، وذلك جراء زيادة عدد السكان وتوسع الأنشطة الاقتصادية وغيرها.
وبالفعل، ارتفعت أسعار الأراضي لتحتسب الآن بالأمتار المربعة بدلاً عن الهكتارات، ولتتضاعف بنسبة عشرة أضعاف في بعض المناطق. ومن المتوقع أن تدفع هذه الأسعار فئات الأهالي الفقراء غلى الرحيل إلى عدد من الأراضي أبعد في الأمازون؛ ما سيؤدي إلى زيادة قطع أشجار الغابات.
وصرح خبير علوم الإنسان ومدير مشروع رسم الخرائط الاجتماعية الجديدة، الذي يجري إعداده بمشاركة العديد من الجامعات العاملة على إعداد مسح تعمل على وضع مسح للفئات الاجتماعية المتنوعة المنتشرة في جميع أنحاء البرازيل وخاصة في منطقة الأمازونية، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن هذه التوسع العمراني سيتسبب أيضاً في فقدان التنوع الحيوي وزيادة حدة الفروق الاجتماعية.
وبدوره أفاد مدير أنشطة منظمة «غريين بييس» (السلام الأخضر) البيئية العالمية، ماولو اداريو، وكالة إنتر بريس سيرفس، أن هذا التوسع العمراني في منطقة ماناوس الكبرى سيشجع على الاستثمار في المناطق الطبيعية المحمية ومنها محمية جاو الوطنية وجزر أرخبيل أنافيلانا المحمية أيضاً.
وفي المقابل أكد أمين منطقة ماناوس الكبرى، رينيه ليفي، لـ «إنتر بريس سيرفس» أن الخطة الإستراتيجية المعدة للمنطقة ستتفادى هذه التداعيات من خلال التنسيق المنسجم بين المناطق الصناعية والمناطق البيئية، كما ستجري حماية المزيد من المناطق الهشة.
ومن ناحيته أشار الأستاذ بالجامعة الأمازونية الاتحادية الذي أشرف على دراسة وتقييم النواحي البيئية للمشروع، ألبرتينو سوزا مارافايو، لوكالة إنتر بريس سيرفس، إلى أن التوسع العمراني الذي سينتج عن مشروع بناء الجسر «سيكون هادئاً وفي حدود المعقول»
العدد 2886 - السبت 31 يوليو 2010م الموافق 18 شعبان 1431هـ