شارك نحو 200 شاب وشابة ومهتمين بالشأن البيئي في القمة الشبابية الرابعة التي أقيمت أمس (الجمعة) تحت عنوان «الشباب والرؤية الاقتصادية 2030».

وقال رئيس جمعية المستقبل الشبابية -وهي الجهة المنظمة للقمة- صباح الزياني خلال الكلمة الافتتاحية: «إن القمة ركزت هذا العام على الرؤية الاقتصادية ودور الشباب إيماناً من الجمعية بأهمية الشباب في تفعيل الرؤية الاقتصادية على أرض الواقع، وقدرتهم على إيصال رسالة الرؤية الاقتصادية إلى المجتمع».

وأضاف الزياني أن «جميع الجمعيات وجميع الجهات اتفقت على أن تكون قمة هذا العام عن الرؤية الاقتصادية 2030 والشباب، وخصوصاً أنه بإمكان الشباب التعبير عن آرائهم بشأن تفعيل الرؤية الاقتصادية من خلال القمة».

وأكد الزياني أهمية دور الشباب في المجتمع البحريني، مشيراً إلى أن الحكومة أولت فئة الشباب اهتماماً كبيراً وخصوصاً مع تخصيص مبنى للجمعيات الشبابية وعقد لقاء مع الشباب، إلى جانب الدعم المستمر للمشاريع الشبابية.

إلى ذلك أوضح مدير إدارة الإعلام والاتصال بمجلس التنمية الاقتصادية ونائب راعي الحفل عيسى عبدالرحمن أن الرؤية الاقتصادية 2030 تركز على الإنسان البحريني وخصوصاً أنه المستفيد الأول من تحقيق هذه الرؤية.

وأشار عبدالرحمن إلى أن الهدف الرئيسي هو حث الشباب البحريني على التحلي بروح الإصرار والعزيمة وذلك من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات.

ولفت إلى أن مجلس التنمية الاقتصادية يثمن الفعاليات الشبابية التي من شأنها تحقيق رسالة الرؤية الاقتصادية 2030، مشيراً إلى أن هناك سعياً من أجل تكاتف الجهود وإشراك الشباب لتحقيق الرؤية.

وذكر عبدالرحمن أن هناك العديد من المبادرات الوطنية التي تعنى بالتطوير والتدريب للشباب البحريني، إلى جانب إتاحة الفرصة للشباب للانخراط في سوق العمل، مع دعم الشباب في دخول مجال ريادة الأعمال.

ولفت إلى أنه من أجل تحقيق الرؤية الاقتصادية 2030 فإنه لابد من إشراك الشباب ليس في سوق العمل فقط، وإنما يجب على الشباب البحث عن مجال مبتكر من خلال الاستفادة من البرامج الموجودة.

ونوه إلى أن «مجلس التنمية» يستفيد من الجمعيات الشبابية وخصوصاً فيما يتعلق بتحقيق المشاريع التي تحقق الرؤية الاقتصادية.

وبعد الانتهاء من الكلمات الافتتاحية تم افتتاح الجلسات الافتتاحية التي شارك فيها عبدالرحمن بورقة عن الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين والاستراتيجية الاقتصادية الوطنية، إذ أشار إلى التحديات التي تواجه البحرين وخصوصاً في ظل الاعتماد على مصدر النفط، مبيناً أن الأجيال المقبلة ستكون مهددة في حال الاعتماد على النفط، لذلك فإن الرؤية الاقتصادية راعت التغيرات العالمية وركزت على استغلال رأس المال البشري.

كما تطرق عبدالرحمن إلى المبادئ الأساسية لرؤية الاقتصادية والتي تتمثل في العدالة والتي تتضمن إيجاد فرص متاحة للجميع، إلى جانب أن على الحكومة العمل بشكل شفاف، إلى جانب ضرورة إبرام جميع المعاملات بشكل علني، أما المبدأ الثاني فهو التنافسية، إذ إنه لابد أن تكون هناك قدرة على المنافسة عالمياً، إلى جانب وجود قدرة على جذب الخبرات الدولية الرائدة مع تشجيع رواد الأعمال ودعم الابتكار، في الوقت الذي يركز فيه المبدأ الثالث على الاستدامة وذلك عن طريق تأسيس اقتصاد قوي والارتقاء بواقع التعليم والتدريب وتنمية المهارات.

وأشار إلى أن الهدف من وجود الرؤية الاقتصادية هو أن تكون كل المشاريع والمبادرات مرتبطة بالرؤية الاقتصادية، فلن يتم رصد أية موازنة لأية مبادرة إلا إذا كانت مرتبطة بالرؤية.

كما تحدث عبدالرحمن عن دور الشباب في تحقيق الرؤية الاقتصادية، وخصوصاً أن الشباب هم المستفيدون من تطبيق الرؤية الاقتصادية وذلك لأنهم يشكلون 65 في المئة من سكان البحرين، مطالباً الشباب بالاجتهاد في الدراسة واغتنام فرصة التعليم والتدريب والحرص على أن يكونوا جزءاً فعالاً في المجتمع من خلال أخذ زمام المبادرة.

إلى ذلك طرحت الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب جواهر المضحكي ورقة عمل تحدثت فيها عن أهمية التعليم من أجل تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية 2030، إلى جانب أهمية التعليم في عملية الإصلاح، فالتعليم يعد ركيزة أساسية.

كما تطرقت المضحكي إلى دور هيئة ضمان الجودة في تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية.

من جانبه، قدم المدير العام لمعهد الإدارة العامة رائد بن شمس ورقة عمل تحدث فيها عن أهمية دور الشباب في تحقيق الرؤية الاقتصادية، مشيراً إلى أن البحرين تتميز بوجود فئة كبيرة من الشباب وخصوصاً أن 40 في المئة من سكان البحرين هم أقل من سن 18 سنة، ما يعني وجود طاقة متجددة.

كما شدد بن شمس على أهمية توجيه طاقة الشباب نحو الاتجاه الصحيح بما يخدم المجتمع، مبيناً أن هناك برامج مستقبلية يزمع معهد الإدارة العامة تنفيذها ومنها برامج جديدة ضمن الإطار العام للتعليم والتدريب، وبرنامج تقديم البحوث والدراسات في الإدارة والسياسات الحكومية، وبرنامج تقديم الاستشارات المتخصصة للمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى برنامج التمهين والبرنامج الصيفي.

كما قدم مدير أول موارد بشرية بصندوق العمل (تمكين) يوسف علي ورقة عمل استعرض فيها الدوافع الاستراتيجية التي تنطلق منها «تمكين» في أنشطتها والمتمثلة في جعل البحريني الخيار الأمثل للوظائف التي تتطلب مهارات عالية، وتحسين إنتاجية العامل ورأس المال للشركات البحرينية لدعم نمو الاقتصاد.

ولفت علي إلى أن «تمكين» سيعمل على خلق فرص عمل ذات قيمة مضافة أكبر وستوفر التدريب المهني اللازم لمدّ جميع القطاعات بالمهارات اللازمة لجذب الاستثمارات وتمكينها لخلق فرص عمل عالية المستوى للبحرينيين.

وأكد علي أن «تمكين» تعمل على دعم أصحاب المشاريع الناشئة لتحويل أفكارهم إلى مشروعات ناجحة على أرض الواقع، من خلال تطوير ودعم ثقافة ريادة الأعمال و«تمكين» أصحاب المشاريع الناشئة على التخطيط إلى أعمالهم وإطلاقها، من خلال توفير ورش عمل ودعم أنشطة ريادة الأعمال.

وأشار علي إلى أن «تمكين» قامت بوضع استراتيجية شاملة ومنسقة تلبي احتياجات مملكة البحرين من الابتكار الصناعي وتعزز التنسيق للتنمية الصناعية والبحوث والاستشارات الصناعية وتساعد على تمويل الابتكار والإبداع.

وبعد طرح أوراق العمل تم عقد حلقة نقاشية، إلى جانب عرض توصيات اليوم الأول من أجل رفع التوصيات والقرارات اليوم (السبت).

وتهدف القمة إلى تثقيف الشباب برؤية البحرين 2030، إضافة إلى رفد الاقتصاد البحريني بشباب يساهم في تطبيق رؤية البحرين الاقتصادية، مع نشر مفاهيم رؤية البحرين الاقتصادية 2030 بين الشباب المشاركين، إضافة إلى مساهمة الشباب في نشر مفاهيم رؤية البحرين الاقتصادية مع إبراز كيفية تطبيق محاور رؤية البحرين الاقتصادية في الحياة العلمية والعملية، إلى جانب توعية الشباب بأهمية دورهم في نشر مفاهيم رؤية البحرين الاقتصادية