من أطرف القصص الأخبارية التي تناقلتها وكالات الأنباء مطلع الأسبوع، ما حدث يوم الجمعة الماضي، من توبيخ ثلاثةٍ من رجال الشرطة الصينيين لضربهم سيدة صينية اشتبهوا بأنها سيدةٌ أخرى كانت تحاول تقديم شكوى للحكومة على الحكومة!
السيدة التي تعرّضت للمقلب اسمها تشن يوليان، ولم تكن سيدةً عاديةً من عامة الناس وإنّما زوجة أحد المسئولين المحليين البارزين. ولذلك صدر توبيخٌ شديدٌ للرجال الثلاثة على خطئهم الجسيم في معرفة هويتها الشخصية، وتحديد أهميتها الاستراتيجية. وجاء الخطأ لاعتقادهم بأنها كانت تحاول التسلل للمبنى بهدف تقديم «عريضة شكوى» إلى المسئولين، بينما كانت تريد زيارة مكتب زوجها، وسرعان ما هاجموها وأوقعوها أرضاً، في حركةٍ خاطفة كالبرق!
البعض ألقى باللوم على السيدة يوليان، فلماذا لم تتكلّم أو تدافع عن نفسها، أو توضح لهم سبب زيارتها، أو كونها زوجة مسئول كبير، لكنها ردّت بغضب: «وهل أعطوني فرصةً لأتكلّم أو أفتح فمي أو ألتقط أنفاسي؟ ففي لحظةٍ واحدةٍ وجدت نفسي ممدّدة على الأرض»!
الإعلام التابع للدولة، أوضح أن رجال الشرطة كانوا بملابس مدنية، وكانوا مكلّفين السيطرة على مقدّمي العرائض الذين يتجمعون خارج المبنى الحكومي، لمنعهم من تقديم الشكاوى، فهو أمرٌ غير مقبول لأنه يشوّه النظام، والمفروض أن يتم لجمهم عن تقديم الشكاوى، ومنع نشرها في وسائل الإعلام، ويجب تجريم ذلك واعتباره خيانة عظمى للوطن! فكثرة الشكاوى تثبت أن الشعب غير موالٍ للحكومة، وناكرٌ للجميل، ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب!
وبما أن التعليمات كانت واضحةً وحازمةً، بمنع أيّ مواطن يحمل عريضة شكوى من الاقتراب من المبنى الحكومي، لئلا يضيع أوقات المسئولين الثمينة، وبما أنها كانت تحمل ورقة مشبوهة بيدها، فإن الرجال سرعان ما عاجلوها بضربةٍ أوقعتها أرضاً، ووجدت نفسها فريسةً للضرب لمدة ربع ساعة، قبل اقتيادها إلى مركز الإصلاح والتأهيل... لئلا تفكّر مرةً أخرى في إيصال عريضة شكوى إلى المسئولين!
الإعلام الرسمي قال إن المرأة لم تتعرّض لأكثر من كدماتٍ بسيطة، إلا أن التقارير الطبية أوضحت أنها تعاني من صعوبة في المشي، وصورها على سرير المستشفى، تظهر إصابتها في الرقبة والبطن والذراعين.
المحلّلون السياسيون ذهبوا إلى أن هذه القضية أبرزت إلى السطح المعاملة القاسية لمن يحاول تقديم عريضة شكوى من المواطنين العاديين، ولم تكن هذه القضية لتحظى بالاهتمام لو لم تكن الضحية زوجة (V I P). فقد كانت المرأة المستهدفة بالضرب امرأة تحاول إيصال شكواها إلى المسئولين، لاعتقادها بأن ابنتها توفيت بسبب إهمال طبي.
أحد الفلاسفة الكونفوشيوس، نصح الصينيين بأن يتجنبوا كتابة الشكاوى، إن أرادوا أن يريحوا قلوبهم ويعيشوا في سعادة دائمة، لئلا يجدوا أنفسهم يوماً ممدّدين على الأرض في حركةٍ خاطفةٍ كالبرق
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2884 - الخميس 29 يوليو 2010م الموافق 16 شعبان 1431هـ
في البحرين نفس الحجة
في البحرين اذا تتكلم عن مشاكلها والفساد فيها قالوا أنت تحاول تشوه صورة البلد وأنت تتآمر على الديرة مع الأجانب ومن هالكلام ..
بالفعل هم يضحك وهم يبكي مقال مضحك وفي نفس الوقت مؤلم فنحن في الألفية الثالثة ولازالت محاولات تكميم الأفواه سائدة وكل شي عندنا حلو وممتاز وعين الله علينا
عندما يشتكي المواطن ... فما هي:
عقوبة شكوى الحكومة عند الحكومة!
--
في الصين: أوقعوها أرضاً، في حركةٍ خاطفة كالبرق!
--
يدل على ان الشباب مدربين تدريب جيد لتنفيذ ما هو مطلوب.
--
لذلك لم يوجهوا لها تهمة التآمر:
--
التآمر مع دولة أجنبية.
--
أو التآمر مع قارة أخرى.
--
أو التآمر مع كوكب آخر.
--
أو ربما مع نجم من النجوم (وهذا غير مستبعد نظرا لحرارة النجم).
--
أو التآمر مع مجرة أخرى (مجرة التبانة مثلا: أنا أشك في نواياها دائما.
--
يا سيد ما رحت إبعيد ... توقعنا أن تذكر قضية الشيخ المقداد !!
ا سيد ما رحت إبعيد ... توقعنا أن تذكر قضية الشيخ المقداد !! الذي ذهب لمركز شرطة الخميس مع إمرأتين من أقارب أشخاص أصيبوا برصاص الشوزن المحرم دوليا ... ورحب الشرطة بالشيخ المقداد .. وعندما علموا بأنه قادم لرفع شكوى ضد شرطة الشغب .. عاملوه معاملة قاسية وتحاملوا عليه ... ولم يعطوه مجال في رفع أية شكوى أو السماع منه عن تلك الشكوى ...
توقعنا للتطرق في سياق هذا الموضوع .. عن قضية الشيخ المقداد ... لأنها مشابهة لها تماما ... في العد القاد إنشاء الله تتطرقوا لها ... وشكرا لكم
سيد .. لمتى ؟؟
يعني احنا لمتى بنظل بس نطالع ؟؟
اعتقد أننا بحاجة لإرادة التغيير ..
الشوزن أفضل
طريقة الصينين في قمع حرية الرأي جدا متخلفة الأحرى بهم استخدام سلاح الشوزن أو المطاط أو حتى الرصاص الحي لإسكات الناس عن مطالبهم
to freedom
حرية التعبير هههههه
هذا هو قمة التخلف ..
هل تعتقد التطور يقتضي قمع الشعب بالعنف والشوزن و غيره ..
والصين رائدة صناعيا شئت أم أبيت إلا أنها تحتاج
لإعادة هيكلتها الديمقراطيية كحال أغلب الانظمة السياسية ..
دمتم بود
حرية التعبير عن الرأي
ياااااااااااااااه كم نحن سبقنا العالم !!؟؟
عزيزي ، أعتقد ان الصينيين متخلفون و لا أدري ما سر الكلام و الإشاعات عن تقدمهم الإقتصادي و الصناعي و هم يتصرفون بهكذا طريقة ...
ألم يكن بإمكانهم أن يطلقوا عليها - وعلى أي من المحتجين الآخرين و المطالبين بحقوقهم - سبعين رصاصة شوزن من بعيد كفيلة بشللها و جعلها قعيدة مدى الحياة و عبرة لمن يحلم بحرية التعبير !!؟؟
خوش نصيحه!
الشكوى لغير الله مذلة..هم يبكي و هم يضحك...