على طريقة المثل الشعبي المعروف «الدوا قبل الفلعة»، بدأ مرشحون بلديون في بعض الدوائر بإطلاق تصريحات وتوجيه انتقادات ومطالبات وتوجيهات للحكومة بشأن المشكلات البلدية التي تعانيها دوائرهم الانتخابية حتى قبل أن يتحدد موعد الانتخابات المقبلة، وفي الوقت الذي مازال أعضاء المجالس البلدية يمارسون مهماتهم ممثلين عن دوائرهم.
أحد المرشحين البلديين وضع على عاتقه مسئولية معالجة مشكلة البيوت الآيلة للسقوط، وقام بجولة في عدد من البيوت الآيلة للسقوط التي لم تنطبق عليها شروط مشروع البيوت الآيلة للسقوط، وقدم لهم الوعود تلو الوعود بإقناع الجهات المسئولة بإدراج بيوتهم في المشروع بعد نجاحه في الانتخابات.
ولم تتوقف الوعود عند هذا الحد، بل إن أحد المرشحين وعد ناخبيه بتوفير وحدات سكنية لهم، وقام بتدوين معلومات جميع طلباتهم الإسكانية، بعد أن وثق به الناخبون حين أكد لهم أنه سيزور أحد المسئولين في وزارة الإسكان خلال أيام ليطالبه بسرعة تنفيذ طلباتهم الإسكانية!
كما لم يتردد أحد المترشحين عن توجيه اقتراح للحكومة بإنشاء جسر مشاة لطلبة المدارس ومرتادي أحد الأسواق في دائرته، وطالب في الوقت نفسه بسرعة معالجة مشكلة سكن العزاب في وسط الأحياء السكنية في دائرته، ووجه مطالباته للمسئولين والمقاولين والمواطنين من أجل وضع الحلول الجذرية لمشكلة سكن العمال كما هو معمول به في بعض الدول الخليجية.
بل إنه اقترح إزالة المجمعات التي يسكن فيها العمال وإعادة تخططيها من جديد وإلزام الشركات بتخصيص مساكن لهم بالقرب من موقع العمل وفرض القانون على أصحاب الشركات عند تخصيصهم سكناً لعمالهم، بأن يراعوا السلامة والنظافة وحجم البيت مقارنة بعدد العمال.
المرشح نفسه أيضاً أكد أن الأهالي لجأوا له بعد انقطاع التيار الكهربائي عن أحد المجمعات التابعة لدائرته -على الرغم من أن ممثل مجلس بلدي الدائرة نفسها مازال يباشر العمل البلدي عن الدائرة نفسها- مطالباً المسئولين بإعادة التيار الكهربائي لكل المناطق وبالسرعة المطلوبة.
مرشح بلدي آخر طالب الحكومة باستغلال أراضي البلدية للمصلحة العامة والمشروعات التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، كما اقترح تطوير السوق الشعبي في منطقته وفق رؤية معينة تقدم بها، وإنشاء مواقف للسيارات تخفيفاً للضغط عن المنطقة، وذلك من خلال إنشاء مواقف متعددة، وفي الوقت نفسه اقترح إعادة صيانة الحدائق العامة التي تم إنشاؤها من قبل المجلس البلدي السابق.
وثمّن مرشح آخر توجيهات صاحب السمو رئيس الوزراء بإنشاء وحدات سكنية في إحدى المناطق، مطالباً في الوقت نفسه وزارة الإسكان والجهات المسئولة أن تحيل أمر رئيس الوزراء إلى واقع فعلي، ووضع خطة زمنية، ورصد موازنات للبدء الفوري في إنشاء الوحدات السكنية.
ويبدو أن أحد المرشحين يستهدف فئة الشباب للتصويت له في الانتخابات المقبلة، فلم يجد بداً إلا من زيارتهم في أحد النوادي أثناء ممارستهم كرة القدم ليطلب الاستماع إلى مطالبهم وشكاواهم، وليعطيهم محاضرة عن واقع المجالس البلدية في البحرين، وفي غضون ذلك، لم ينسَ المرشح المذكور توجيه الانتقادات اللاذعة لأداء عضو المجلس البلدي الحالي عن الدائرة نفسها.
العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ
المستوى غير متساوى
الحقيقة أن البلديين غير متساوين فهناك صادق ولكنه غير صادق=== وهناك: عادل ولكنه غير عادل