قبل أربع سنواتٍ، شهدت الدائرة الرابعة بالمحافظة الوسطى فوز النائب عن جمعية المنبر الإسلامي صلاح علي على منافسته مرشحة «وعد» منيرة فخرو في الجولة الأولى بنسبة 53 في المئة، ووصف المراقبون ذلك الفوز بأنه تم «بصعوبة» في الوقت الذي كانت الأنظار تتجه نحو جولةٍ ثانية بينهما.

انتصار النائب صلاح علي رغم الجدل الذي رافقه كان غير مفاجئ، ذلك أن الرجل أحد قيادات جمعية المنبر الإسلامي التي كانت حينها تعيش عصراً ذهبياً شعبياً ورسمياً.

الدائرة تتكون من ثلاث مناطق رئيسية، مدينة عيسى وهي ثقلها الانتخابي، بالإضافة إلى مدينة زايد وجزء من سلماباد، وتتميز بتنوع مشاربها المذهبية والأيديولوجية، لذلك فمن المتوقع أن تتغير قواعد اللعبة، في الانتخابات المقبلة، مع غياب نائب الدائرة الحالي صلاح علي عن الترشح لأسبابٍ لاتزال للآن غائبة عن الإعلام.

ورغم مسارعة المنبريين إلى تسمية مرشحٍ جديدٍ لهم في الدائرة محل صلاح علي، وهو «علي الزياني»، فإن تكرار ترشح منيرة فخرو في الدائرة يلقي بظلاله فعلياً على مدى قدرة «الإخوان» على الظفر بالدائرة في انتخابات 2010 المقبلة، هذا إذا حصرنا المعركة الانتخابية بين الجهتين المذكورتين فقط.

وبحسب الأسماء التي أعلنت ترشحها، يبدو أن حظوظ فخرو تتعزز في الدائرة، فالمرشحون الباقون - عداها - ورغم أن جلّهم مستقلون، إلا أنهم يصبون في منحىً مقارب فكرياً وأيديولوجيا، الأمر الذي يعني أنهم سيأكلون من حصة بعضهم البعض في الغالب.

وإذا ما سلمنا جدلاً بأن الظروف والمعطيات ذاتها التي حصلت في العام 2006 ستتكرر في 2010، فإن نسبة الـ 53 في المئة التي حصل عليها صلاح علي قد تتوزع على مرشح جمعيته الجديد، بالإضافة إلى العضو البلدي للدائرة والذي يترشح حالياً لمجلس النواب عيسى قاضي، وقد يقضم بقية المرشحين المستقلين من كعكتهم أيضاً، بالإضافة طبعاً إلى جزءٍ لا يبدو أنه سيكون كبيراً من نصيب فخرو، وبالتالي فإن الأخيرة على موعدٍ مع حظوظٍ مرتفعة في الدائرة نسبياً.

اللافت في الدائرة المذكورة، أن هوية المنافسة على الدائرة قد تتبدل إذا صحّت الأنباء التي أشيعت على لسان «منبريين» من أن «الأصالة» دخلت على خط المواجهة في الدائرة، وأنها قررت دعم ترشح احد المستقلين فيها وهو «خالد الشاعر»، إذ سيكون هذا الدعم عاملاً حاسماً في ضياع الدائرة من «الإخوان» بسبب الحصة التي سيأكل منها «السلف» لصالح مرشحهم المدعوم، والتي قطعاً ستكون أعدادها مقتطعةً من حصة غريمها التاريخي «الإخوان».

ورغم أن المتحدث الرسمي باسم كتلة الأصالة النائب حمد خليل المهندي نفى أن الجمعية التقت المرشح النيابي برابعة الوسطى خالد الشاعر، وأن الأمر غير صحيح على الإطلاق، إلا أن هواجس الطرف الآخر لا يبدو أنها ستنتهي ما لم يدشن «التحالف» الموعود بينهما، وهو ما قد يتأخر بسبب الخلافات التي تسود حالياً بين الجهتين، لأسبابٍ شتى منها استمرار طرح المنبر الإسلامي لأربعة مرشحين لها قبال قيادات السلف، الأمر الذي يرى المراقبون أن «السلف» قادرون على الرد عليه بدعم مستقلين من باب المعاملة بالمثل.

ومهما تكن الدوافع والمنطلقات، فإن دخول الأصالة على خط المواجهة بين «وعد» و «المنبر الإسلامي» يعني أن المعادلة الانتخابية في الدائرة ستتغير، وستخلط الأوراق قطعاً على جميع المترشحين في الدائرة، من حلفاء وخصوم.