الحديث عن هوية المواطن السياسية، حديث طويل فهي تلك الهوية التي من المفترض أن تكون مقرونة بالقومية العربية وذلك لموقعنا الجغرافي وموروثنا الثقافي، حيث تعد هوية وانتماء لكل مواطن ويجب أن تكون كذلك. كما أن الدين لا يمكن أن يكون هوية، إذ غنه عقيدة وليس انتماءً، ناهيك لما وصلنا إليه جراء التنازع الفئوي والمذهبي الذي كان أحد مخرجاته ما يسمى بالهوية المذهبية، التي تقرها بعض الجمعيات السياسية وتتعفف عن الإعلان عنها في العلن.
إن هموم المواطن بجميع أطيافه هموم واحدة ومشتركة، ولكن جراء حالة التشرذم والانفكاك التي تعيشها التيارات السياسية نتيجة نكران الهوية الجامعة، التي أدت إلى ظهور الانقسام في الفكر السياسي، والطائفية والتطرف الفكري، الذي غالباً ما يلاقي من يبرر ويلتمس العذر له.
ولكن لماذا يلجأ هؤلاء (المواطنون) لمثل تلك التكتلات السياسية، علماً أن التكتلات غير مرفوضة إذا ضمت جميع شرائح المجتمع حيث سيكون الاصطفاف خلف الهدف الجامع لا خلف شيخ يمثل هذه الطائفة أو مرجع يمثل تلك الطائفة أو معرف يمثل تلك القبيلة.
ذلك الهدف المعني بتحسين ورفع مستوى المعيشة للمواطن والخدمات وتكافؤ الفرص... الخ دون التمييز المذهبي أو العرقي.
في رأيي عند انعدام الحس بتطبيق القانون وتكافؤ الفرص والمساواة لا بد أن يبحث المرء عن الانتماء أو عمن يحميه، وهنا تبرز الطائفية أو العشائرية أو الطبقية.
كما أن هموم المواطن أصبحت لدى البعض لا تعدو أكثر من أدوات السيرك، حيث يتم استعمال كل أداة بالفقرة المخصصة لها ويجب أن لا نستغرب حتى وإن تم استعمالها لإقصاء المنافسين على الساحة السياسية.
ربما هناك من يقول إن هذا واقع وأن الطرح لا يتعدى الحلم والسؤال إلا يحق لنا أن نحلم وأن نعمل على تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع؟، ففي إحدى مقابلات المفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري بإحدى القنوات الفضائية قبل فترة ليست بالقليلة، ولكن الفقرة الذي تناولها ظلت عالقة بذهني حين سئل عن القومية العربية فقال إن المجتمعات العربية دائماً ما تبحث عن كشاف بقوة ألف شمعة كي يضيء لها الطريق ولكن ماذا لو كل منا أشعل شمعة واحدة بهذا الطريق؟
من هنا يجب أن نرفع عند الناس حالة الوعي، ولا بد أن نعمق الإحساس بالانتماء والوحدة كي تصبح تلك موانع أمام التعصب والتطرف والانعزال، إذ لا بد من حماية المجتمع والفرد من حالة الانقسام الفئوي ولا بد من أن نوضح للمواطن أن الوحدة والتكامل هما الحل نحو تحقيق الأمن الذي لا تنعم به بعض القرى وبعض شوارع البحرين، فهناك من استغل ذلك أحسن استغلال عبر مسخ الهوية العربية، لذلك على السلطة التنفيذية والمعنيين من مخرجات المجتمع الذين أتوا في ظروف استثنائية.
بالعودة لمصالح وحاجات ومتطلبات الناس وهمومهم والبعد عن الحلول الترقيعية أو الوقتية والابتعاد عن دغدغة مشاعر المواطن لحسابات فئوية أو خاصة، وإن نبتعد عن تهيئة وإعداد الأجيال القادمة على أساس الطائفية أو العشائرية وليس على أساس الهوية الوطنية.
وللوصول لذلك يجب قراءة المشروع الإصلاحي كخارطة طريق ليست ببعيدة عن هموم وتطلعات المواطنين، وكعامل مساعد على تذويب الفئوية والطائفية والتوجهات السياسية على أسس مستوردة.
لماذا نقول ذلك ونحن في بلد عربي؟، لأن من المستغرب أن يقوم بعض المثقفين والكتاب بالترويج لديمقراطيات فئوية، وإصرارهم على ترويج أكذوبة فشل المرحلة السياسية التي نعيشها، في حين يتم غض الطرف عن ممارسات بعض التيارات السياسية التي تجاهر بالفئوية والمناطقية والمذهبية والإقصاء بل والمركزية.
في حين من المفترض أن يكون شغل وهم هؤلاء (المثقفين والكتاب) هو تعميق الثقافة الجامعة لتشكل مانعاً أمام التفتت الطائفي والمناطقي، ويجب أن تعمل على استعادة البعد للهوية الجامعة وأن يؤسسوا فيما بينهم حواراً للوصول إلى أمن يسود الجميع، مبعثه احترام القانون والقضاء.
إن هوية المواطن ثابتة أم متحولة بفعل الجمعيات، أساسية أم ثانوية عند تقييمها، معطاء أم مقيدة بمعتقدات الفرد، فرغم كل ذلك إلا أنها تشكل إشكالية غير قابلة للتجاوز في الوضع الاجتماعي، فالهوية مفهوم متحرر وعامل مكمل لوحدة الجماعة فهي المكون الثابت في عجلة التغيير للمجتمعات، كما أنها المنظم الأساسي لإعادة بناء العلاقة بين الفرد والوطن الجامع.
وهنا نقول ورغم إصرار تلك الفئات الساعية بالعمل تحت غطاء الفئوية بشعار التخوين أو التخويف نقول بأنكم مثال سيئ للديمقراطية، إذ متى كان هذا النموذج مثالاً لا يضاهيه مثال للعمل المشترك تحت مظلة الوطن الجامع، وها هي مخرجاتكم لا تتكلم إلا عن توجهات مذهبية أو مناطقية أو عشائرية!، فأنتم بحاجة إلى دورات تأهيل مكثفة تختار بعناية كما يجب اختيار من يدربكم بعناية أكبر ويجب الاعتراف من قبلكم بأن هناك خللاً في فهمكم لطبيعة مواطنيكم وليس في النظام ربما... وأنكم بحاجة إلى أشياء... وأشياء... وعندها... نكون قد جسدنا الهوية الوطنية، قولاً وفعلاً.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2882 - الثلثاء 27 يوليو 2010م الموافق 14 شعبان 1431هـ
هل الولاء سلعة تباع 5
نعم هذه المؤسسات المدنية تحتاج لنشر الوعي بين المواطن ونبذ الطائفية المنحوسة و عدم لبننه المملكة لخلق جيل واعي ذو جوده في الفكر و الابداع و التطوير و بناء جيل قادر على حمل مشاعل الخير للأجيال القادمة تنير لهم الطريق لنصرة الحق مع التاكيد على عروبتنا الأصيلة و لغتنا الكريمة لغة اهل القرآن و لغة أهل الجنة و مهما حاول المتشدقون فلن ينالوا منا غير الخزي و العار عليهم فنحن أنتمائنا لدينا و عروبتنا و للقيادة الحكيمه دار بو سلمان شمس لن تغيب و سترتفع رايات الحب و الإخلاص على قلاع المملكة ليشهد العالم
هل الولاء سلعة تباع 4
نعم تنقل المملكة لمصاف الدول صاحبة تجربة رائدة يشهد لها القاصي و الداني هذه التجربة أفرزت كتاب و أصحاب فكر صحيح نحترم أفكارهم البنائه أمثال كاتبنا وشرواه و رغم التحديات أنكسرت شوكت هؤلاء و سقطت منهم أحيانا ورقة التوت فعادوا خلال الفترة التى قبل الانتخابات القيام بدغدة مشاعر البسطاء و تبادل الادوار و المسرحيات الهزلية التى تدل على ضيق الأفق ووجدنا الطبالة يدندنون و لكن الشرفاء في هذا الوطن الكريم كثيرون فالجمعيات السياسية بكافة أنواعها السياسية و الفكرية مطالبة بالزود عن هذا الانحلال السياسي
هل الولاء سلعة تباع 3
هذه المساحة الحره استغلت من قبل البعض لغرض دنيئ من أجل تنفيذ أجندات خارجية و اللعب بعقول المتحمسين الجهلاء و تكوين خلايا سرطانية عفنه لترويع الأمنين ونشر روح العنف و الطائفية بدون تحمل مسؤلية على الرغم من أن ابنائهم في الخارج في كبرى الجامعات و يتمتعون بالماء و الخضرة و الوجه الحسن و العلاقات الشاذه و أبناء الوطن في سبات الجهل من هؤلاء لذلك وجدنا فارس البحرين مليك القلوب وائق الخطوة يمشي ملكا يتحدث بأخلاق الفرسان ووجدنا القيادة السياسية حفظها الله تبي و تمسك معوال البناء و بخطوات مدروسة تنقل
هل الولاء سلعة تباع 2
وجدنا الرسول القدوة في الولاء و الانتماء و اليوم و تحت مسميات الحرية و الديمقراطية ظهر بيننا أناس يتكلمون بلسانا و لكنهم لديهم قلوب سوداء و حقد دفبن و اصبحوا يتلونون مثل الحرباء و يدسون السم في العسل من خلال لقائتهم المسمومه لنشر هذه السلبيات و غسل الأدمغه باسطوانات مشروخه و مفضوحه و البكاء على اللبن المسكوب فالمشروع الإصلاحي جاء لبناء المواطن و الحفاظ على مكتسبات البلاد و العباد لتحقيق الطموح و الحفاظ على الأجيال القادمة ومن خلال توفير سبل العيش الكريم فزادت مساحات التعبير و الراي و الراي الآخر
هل الولاء سلعة تباع 1
ليكون في البداية احي بكل الشكر راعي هذا المقال الاخ الكريم الكاتب سلمان ناصر الذي اصبح فاكهة جريدة الوسط بمقال رائع الحس و التكوين و التفكير بدون تحزبية و لا نعرات طائفية مثلما يتبعها اصحاب الأقلام الملتوية و الصحف الصفراء هل الولاء سلعة تشترى ام تكوين رباني أودعه الله في الخليقه فالرسول الكريم ضرب لنا اروع الأمثال و المواقف في الولاء و الانتماء عندما بكى أمام الكعبة المشرفه عندما هاجر من مكه و قال كلمات من ذهب لو مزجت بماء البحر لضربت أروع المشاعر و الحس الوطني في حبه لارضه التى نشئ فيها
ماذا يعني الوطن عند العرب؟
يعني الوطن أن تنداس ولا تتكلم؟أن تجوع وتتعرى وتحفى وتتشرد وتخاف وتمرض وتسجن وتعذب وتعدم ولا تتكلم؟لماذا لا أتكلم؟الجواب حتى تحافظ على سمعة الوطن ومكتسباته"العظيمة"وحتى لا نكون عرضة للاعداء ف عهد الامبريالية وتمخضات العولمة والازمات الفلكية!!وفوق ذلك طاعة وقربة لولاة الأمر (المعصومين عن الخطأ)والذين لا يجوز مغالطتهم،والله صدق انعيش في زمن نحيس،وين زمن الامام علي(ع) هذا الإمام والحاكم العادل ما رفض أن أحد ايحاسبه بل كان يستغرب أن لا يخرج الفقير شاهرا سيفه حين لا يجد قوته
حب الوطن هو الأساس
أخي العزير المبدع سلمان ناصر شكراً علي طرح هذا الموضوع أخي لايختلف أثنان بأن المواطن له حقوق ومن حقه المطالبة بها باالطرق الشرعية ولكن مع الأسف الشديد بان البعض لايعرف بان الوطن ايضاً له حقوق علينا ويجب علينا صيانتها وهي الحفاظ علي مكتسبات الوطن فهي للجميع وليست حكراً علي أحد ويجب أن نتفق هنا علي أن سمعة البحرين من سمعة المواطن مدام هو يحمل جنسيتها الوطن أعطانا الكثير وإذا كان هناك نواقص يجب أن نعرف بأن الكمال لللاه وحده (أحباب سنه وشيعة هذا الوطن مانبيعة)