الأهلي بطل دوري السلة في الموسمين الأخيرين وصاحب ثلاث بطولات في آخر أربعة مواسم يبدو أنه بدأ الانتقال إلى مرحلة جديدة من خلال اعتماد استراتيجية مختلفة.

الأهلي اعتمد في السنوات الخمس الماضية على تقوية القاعدة ورفع اللاعبين الشباب إلى الفريق الأول وإعطائهم الثقة التي توجتهم أبطالا إلى جانب التعويل أيضا على تعاقدات من الخارج لتدعيم الفريق في ظل وجود محترفين مميزين.

هذه السياسة والاستراتيجية التي اعتمدها الأهلي في المواسم الأخيرة استنفدت المطلوب منها كما يبدو بعد كل الإنجازات التي تحققت وفي ظل الاستراتيجية التي تعتمدها الأندية الأخرى.

سلة الأهلي باتت تعمل في هدوء ومن خلف الستار من أجل تكوين فريق شاب وقوي قادر على المنافسة لعدة مواسم متتالية من خلال الاعتماد أساسا على اللاعبين الشباب وإعطائهم الفرصة أكثر في هذا الموسم حتى وإن لم يؤد الأمر إلى تحقيق البطولة، لأن الأهم بالنسبة لجهاز كرة السلة في المرحلة المقبلة هو صناعة فريق بطل وشاب يؤمن استمرارية البطولات للسلة الأهلاوية.

وهو يعول في ذلك على كون معظم لاعبيه من الشباب المميزين، وما هم بحاجة إليه هو الارتقاء أكثر بمستواهم الفني والبدني والجماعي.

الأهلي وفي ظل استراتيجيته الجديدة تخلى عن اللاعبين المخضرمين أمثال أحمد مال الله الذي لعب في المواسم الأربعة الأخيرة مع الأهلي ولكن الفريق لم يجدد معه لموسم جديد وذلك لإتاحة الفرصة أكثر للاعبين الشباب أمثال عبدالرحمن غالي ومهدي عاشور القادرين على العطاء لسنوات طويلة مقبلة، كما لم يجدد للاعب المميز جاسم محمد مفضلا إعطاء الفرصة أكثر للاعبين أمثال هشام سرحان.

الأهلي سيفتقد أيضا جهود محترفه المميز الأميركي أنتوني جوني الذي كان سببا رئيسيا في فوز الأهلي في البطولات خلال الموسمين الأخيرين بأدائه الراقي ولكنه يسعى لتعويضه بمحترف بمستواه الفني أو أفضل منه.

الاستراتيجية الجديدة لسلة الأهلي ستقوم بالأساس على التعاقد مع مدرب أجنبي على مستوى عال قادر بالأساس على الارتقاء بمستويات اللاعبين الفردية وكذلك بالمستوى الفني والجماعي للفريق من دون التعويل كثيرا على البطولة وخصوصا أن المنافس التقليدي المنامة يبدو حديديا ومتكاملا في الموسم الجديد ومع ذلك لن يفرط الأهلي بلقبه بسهولة وسيقاتل حتى النهاية لتجديد الفوز به في ظل ما يمتلكه من مقومات المنافسة ومن فريق متكامل الصفوف.

استراتيجية الأهلي ستعتمد أيضا على جلب محترف مميز قادر على مساعدة الفريق على تحقيق البطولة وهو يتحرك في ذلك بسرية وتكتم سواء بالنسبة للمحترف أو حتى المدرب الجديد الذي سيكون التعويل عليه كثيرا لصناعة فريق المستقبل المراد منه السيطرة على البطولات السلاوية.

الأهلي استعان هذا الموسم باللاعب محمود عبدالنبي وذلك لتدعيم صفوفه دفاعيا وهجوميا في ظل ما يمتاز به هذا اللاعب من إجادة في الموقعين وقدرته على تحقيق إضافة للفريق، لأن الأهلي لن يبني فقط للمستقبل وإنما سيسعى للحفاظ على اللقب أيضا.

استراتيجية سلة الأهلي قد لا تظهر نتائجها في الموسم الأول ولكنها بالتأكيد ستظهر بشكل أكبر في المواسم اللاحقة لأن الفريق نفسه وباللاعبين أنفسهم قادر على الاستمرار لما لا يقل عن خمس سنوات مقبلة وهذا هو الفرق الذي يعول عليه الفريق.